للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل يضمن بمعنى أنه يلزمه ما يلزم الضامن من العقوبة وذلك حيث يخل بشرط منها عالما وأما المؤذن مؤتمن فقيل لأنه دخل فيما لا يجب عليه وبه احتج من قال الأذان ليس بواجب واحتج من فضل المؤذن على الإمام بأن حال الأمين أحسن من حال الضمين. وقال في الانتصار: الإمام أفضل والحديث ليس فيه دلالة على الأفضلية والوصف بالضمان والائتمان باعتبار التحمل وغيره فالاستدلال بالحديث على الأفضلية فيه بعد.

[مذهب الإمامية]

جاء في مفتاح الكرامة (١): أن الإمامة أفضل من التأذين. وفى المبسوط والمنتهى والبيان وغيرها لأنهم عليهم السلام كانوا يختارونها خصوصا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولأن الإمام أكمل فالإمامة أكمل إلى غير ذلك مما ذكروا، وأما الإقامة ففى جامع الشرائع والتذكرة والمنتهى أنها أفضل من الأذان ونقله في الذكرى عن الشيخ ساكتا عليه واستندوا في ذلك إلى كثرة الحث عليها واعتناء الشارع بها والاكتفاء بها في أكثر المواضع وغير ذلك مما ذكروه.

الإِمامة: ويرادفها في لسان العلماء .. الخلافة

[التعريف في اللغة]

في "مختار الصحاح" في مادة - أَمَمَ - أمَّ القوم في الصلاة يؤُم مثل ردَّ يرائد إذا تقدمهم للصلاة واقتدوا به - وأْتَمَ به اقتدى والإمام الذي يقتدى به - وجمعه أئمة - وقرئ، فقاتلوا أيمة الكفر بالياء وأئمة الكفر بهمزتين .. وتقول: كان أمامه أي قدامه - والإمام أيضًا الطريق. قال الله تعالى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} وأما قوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}. فقد قال الحسن: في كتاب مبين.

وفيه أيضا في مادة خَلَف - خَلْف ضد قدام .. والخلْف والخَلَف ساكن اللام ومفتوحها ما جاء من بعد - يقال: هو خلْف سوء من أبيه - وخَلَف سوء من أبيه بالتحريك إذا قام مقامه، وقال الأحفش: هما سواء منهم من يحرك ومنهم من يسكن فيهما جميعا إذا أضاف .. ومنهم من يقول: خلف صدق بالتحريك ويسكن قبل الآخر بينهما. والخلف أيضا بالتحريك ما استخلفته من شئ والخليِّفى بكسر الخاء واللام وتشديد اللام مقصورا - الخلافة والخليفة والسلطان الأعظم والجمع الخلائف على الأصل مثل: كريمة وكرائم وجمعوه أيضا على خلفاء من أجل ألا يقع إلا على مذكر وفيه الهاء فجمعوه على إسقاط الهاء مثل ظريفى وظرفاء لأن فعيله لا يجمع على عقلاء … وخَلَف فلان فلانا إذا كان خليفته. يقال: خلفه في قومه من باب كتب ومنه قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ .. } وخلفه أيضا جاء بعده.


(١) انظر كتاب مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة لمولانا السيد محمد الجواد بن محمد بن الحسينى العاملى المجاور بالنجف الأشرف جـ ٢ ص ٢٩٨ وما بعدها وهامشه طبع المطبعة الرضوانية في مصر القاهرة المطرية سنة ١٣٢٤ هـ.