للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

به فى جانب البائع وفى جانب المشترى فان حسن الاقتضاء يشمل ما اذا أعطى من عليه الحق أكثر مما لزمه أو أجود منه أورد بعض الثمن، ويشمل ما اذا ترك له من له الحق بعض حقه أو زاد بعض الثمن أو أعطى أجود، كما يشمل ما اذا وافق أحدهما الآخر الى ما يسهل له مثل أن لا يجد المسلم اليه وفاء السلم كله فيضيق حاله فيرفق به رب السلم بقبول بعض الثمن ومثل أن يرغب رب السلم فى بعض الدراهم لحاجة فيرفق عليه المسلم اليه فيعطيه حقه بعضه مسلما فيه وبعضه دراهم من رأس ماله (١).

هذا وقد اختلف أئمة المذهب فى مكان قبض المسلم فيه ان لم يعين مكان قبضه - على القول بعدم وجوب تعيين مكان القبض.

فقال جماعة: مكان القبض هو المكان الذى يدفع فيه الثمن.

وقال جماعة: مكان القبض هو بلد المستلف وهو الذى ترتب المسلم فيه فى ذمته.

وقالت طائفة: مكان القبض فى بلد المسلف.

وقال آخرون: مكان القبض حيث حكم به (٢).

[إسلام]

[المعنى اللغوى]

فى القاموس المحيط‍ أسلم انقاد وصار مسلما والمصدر اسلام وأسلم أمره الى الله تعالى سلمه.

وفى المصباح: أسلم لله انقاد وأسلم دخل فى دين الاسلام وأسلم دخل فى السلم وأسلم أمره الى الله تعالى سلمه أى أوصله وتركه له.

وقد جاء فى القرآن كثيرا بمعنى انقاد وخضع وأخلص كما فى قوله تعالى «بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ» (٣) أى أخلص وجهه لله تعالى وقوله «أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» (٤) أى خضع وقوله «إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ» (٥) أى انقدت وأخلصت وخضعت.

كما جاء فيه بمعنى الدخول فى دين الاسلام وذلك فى قوله تعالى «وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا» (٦) أى أدخلتم فى دين الاسلام وقوله تعالى: «قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا}


(١) الشيخ محمد أطفيش ج ٤ ص ٣٩٢ وما بعدها.
(٢) شرح النيل ج ٤ ص ٣٧٦ وما بعدها.
(٣) الآية رقم ١١٣ من سورة البقرة.
(٤) الآية رقم ٨٣ من سورة آل عمران.
(٥) الآية رقم ١٣١ من سورة البقرة.
(٦) الآية رقم ٢٠ من سورة آل عمران.