للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عدم دخول السرة والركبة كما هو صريح قوله: بين، كما لا ينتقض وضوء المرأة بالنظر للرجل لغير شهوة، وينتقض بالنظر بالشهوة مطلقا ولو للوجه والكف وغير ما بين السرة والركبة من الرجل والأمة، ورخص النظر لمتبرجة ولو شابة مشتهاة أى تظهر زينتها ولو بلباس فينظر منها ما أظهرت من فوق السرة وتحت الركبة بلا شهوة، والتحقيق المنع وأنها كغيرها، لأن الله جل وعلا جعل لها حرمة وليست اباحتها حرمتها بمزيلة لها، فالواجب الاغضاء عنها ولا يجوز غير ذلك عند صاحب شرح النيل.

وقد شرط‍ الله سبحانه وتعالى على القواعد وضعهن ثيابهن وألا تكن متبرجات بزينة، فان كن متبرجات بزينة لم يجز لهن وضع الثياب، فكيف يجوز النظر للمتبرجات فان منع القواعد من وضع الثياب الا أن كن غير متبرجات منع للنظر اليهن الا بذلك الشرط‍، ويجوز النظر لعجوز لا تراد، وقيل: بشرط‍ ألا تريد أيضا، لأنها اذا كانت تريد فنظرها يثير ارادتها، ولكن ارادتها لا توجب نقض وضوء الناظر الا ان علم أنها فى تلك الحال مريدة، فنظر من أجل ارادتها.

وجاز للمرأة النظر الى ما دون سرة وركبة كل رجل أجنبى ان لم تخف فتنة وهى تحرك شهوة ولو بلا حصول جماع.

وقيل ترى من الأجنبى ما يرى من محرمته والشيخ الهرم الى الأجنبية كمحرمها، والمشكل امرأة مع الرجل ورجل مع امرأة والمراهق كالبالغ لظهوره على عورات النساء فيجب أن يحتجبن عنه، وأجاز بعضهم النظر للمتبرجة كلها لغير شهوة (١).

ويجوز لمريد خطبة امرأة أن يرى شعرها وقيل عنقها، وقيل يجوز أن يرى ما فوق السرة وما تحت الركبة. والصحيح أنها كغيرها، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا خطب أحدكم المرأة فلا جناح عليه أن ينظر اليها لخطبة وان كانت لا تعلم» رواه أبو حميد الساعدى وهو صحابى (٢).

[مس الأجنبية]

[مذهب الحنفية]

قالوا: لا يحل مس وجه الأجنبية وكفها وان أمن الشهوة لأنه أغلظ‍ من النظر، ولذا تثبت به حرمة المصاهرة اذا كان عن شهوة وهذا فى الشابة، أما العجوز التى لا تشتهى فلا بأس بمصافحتها ومس يدها اذا أمن، وكذلك اذا كان شيخا يأمن على نفسه وعليها فلا بأس أن يصافحها وان كان لا يأمن على نفسه أو عليها فليجتنب (٣).

وجاء فى شرح الطحطاوى على مراقى الفلاح: لا ينقض الوضوء مس امرأة غير محرم (٤).


(١) شرح كتاب النيل وشفاء العليل لمحمد ابن يوسف أطفيش ج‍ ١ ص ٩٠، ٩١، ٩٣ طبع على ذمة صاحب الامتياز محمد بن يوسف البارونى وشركاه.
(٢) شرح كتاب النيل وشفاء العليل ج‍ ٣ ص ٣٦، ص ٤٦ وما بعدها، الطبعة السابقة.
(٣) رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار مع حاشية ابن عابدين ج‍ ٥ ص ٢٤٣ الطبعة الثالثة بالمطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر المحمية سنة ١٣٢٦ هـ‍.
(٤) ج‍ ١ ص ٥٤ الطبعة الثانية المطبعة الأزهرية المصرية سنة ١٣٢٨ هـ‍.