للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فليؤذن به فانه أندى صوتا منك فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال فسمع ذلك عمر بن الخطاب وهو فى بيته فخرج يجر رداءه ويقول: والذى بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد (١) ويزيد المؤذن فى أذان الفجر خاصة بعد حى على الفلاح الصلاة خير من النوم مرتين لأن بلالا رضى الله عنه أتى النبى صلى الله عليه وسلم يؤذن لصلاة الفجر فقيل له انه نائم، فقال: الصلاة خير من النوم مرتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما أحسن هذا يا بلال، اجعله فى أذانك وخص به الفجر لأنه وقت نوم وغفله (٢).

[مذهب المالكية]

وعند المالكية ألفاظ‍ الأذان مثنى مثنى قال ابن عرفة الأذان مثنى الجمل الا الأخيرة، وقال فى الذخيرة الأذان .. سبع عشرة جملة (٣) وذلك بترجيع الشهادتين (٤)، ويزاد فى أذان الفجر الصلاة خير من النوم بعد الحيعلتين وقبل التكبير الأخير يقولها المؤذن سواء أذن لجماعة أو أذن وحده خلافا لمن قال بتركها رأسا للمنفرد بمحل منعزل عن الناس لعدم امكان من يسمعها ورده سند بأن الأذان أمر متبع ألا تراه يقول حى على الصلاة وان كان وحده وجعل الصلاة خير من النوم فى أذان الصبح بأمر منه عليه الصلاة والسلام كما ورد فى الحديث السابق (٥).

[مذهب الشافعية]

أما الشافعية فيأخذون بحديث أبى محذورة فى الأذان الذى نص على الأذان على الوجه الآتى: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا اله الا الله أشهد أن لا اله الا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله، ثم يرجع المؤذن فيمد صوته ويقول أشهد أن لا اله الا الله أشهد أن لا اله الا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله (٦).

وبقية الألفاظ‍ كما جاء فى حديث عبد الله ابن زيد، فاذا أذن الصبح زاد فيه التثويب وهو أن يقول بعد الحيعلة الصلاة خير من النوم مرتين وكره ذلك فى الجديد. وقال أصحابنا يسن ذلك قولا واحدا فانه انما كره ذلك فى الجديد لأن أبا محذورة لم يحكه وقد صح ذلك فى حديث أبى محذورة أنه قال حى على الفلاح الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله (٧).


(١) صحيح سنن المصطفى لابى داود ح‍ ١ ص ٨١
(٢) فتح القدير ح‍ ١ ص ١٦٩ والبدائع باب الأذان.
(٣) الحطاب ح‍ ١ ص ٤٢٤، ٤٢٥.
(٤) المدونة الكبرى للامام مالك ح‍ ١ ص ٥٧ طبع مطبعة السعادة بمصر سنة ١٣٢٣ هـ‍.
(٥) بلغة السالك ح‍ ١ ص ٨٦.
(٦) المجموع للنووى ح‍ ٣ ص ٩٠.
(٧) المهذب ح‍ ١ ص ٥٦، ٥٧.