للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القادر على الخروج بنفسه بل ربما تلحقه مشقة أكثر من هذا (١).

[مذهب المالكية]

العمى لا يكون عذرا يبيح التخلف عن الجمعة والجماعة، اذا كان من قام به العمى ممن يهتدى للجامع بلا قائد أو كان عنده من يقوده اليه فلو وجد قائدا بأجرة وجبت عليه الجمعة حيث كانت تلك الأجرة أجرة المثل وكانت لا تحجف به (٢). وفى الشرح الصغير (٣):

من الأعذار المسقطة لوجوب الجمعة عدم وجود قائد لأعمى ان كان لا يهتدى بنفسه والا وجب عليه السعى أى حيث اهتدى بنفسه أو وجد قائدا ولو بأجرة حيث لم تزد على أجرة المثل وكانت لا تجحف به.

[مذهب الشافعية]

فى المجموع اذا حضر الأعمى الذى لا يجد قائدا صلاة الجمعة لزمته ولا خلاف لزوال المشقة (٤).

والأعمى ان وجد قائدا متبرعا أو بأجرة المثل وهو او اجدها لزمته الجمعة لأنه يخاف الضرر مع عدم القائد، ولا يخافه مع القائد هكذا بالاطلاق (٥).

وقال القاضى حسين والمتولى تلزمه ان أحسن المشى بالعصى بلا قائد.

فى المجموع أيضا: لا جمعة فى الأعمى اذا لم يجد قائدا (٦).

[مذهب الحنابلة]

لا تجب الجمعة على الأعمى الا اذا وجد قائدا أو ما يقوم مقام القائد، كمد الحبل من منزله الى مكان الصلاة أما اذا لم يجد ذلك فلا تجب وان أمكنه الوصول الى المسجد دون مشقة (٧).

[مذهب الزيدية]

ذكر الشوكانى فى نيل الأوطار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الجمعة على من سمع النداء، وأن ابن أم مكتوم أراد أن يرخص له الرسول صلى الله عليه وسلم فى ترك الجماعة وهو أعمى فقال له: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم. فقال النبى صلى الله عليه وسلم فأجب. ثم قال الشوكانى فاذا كان هذا فى مطلق الجماعة فالقول به فى خصوصية الجمعة أولى (٨).

[مذهب الإمامية]

يجب فى صلاة الجمعة السلامة من العمى (٩).

وفى المختصر النافع اشترط‍ الشيعة الإمامية لوجوب الجمعة أن يكون الانسان سليما من العمى (١٠).

[مذهب الإباضية]

لا تجب الجمعة على الأعمى، وقيل: ان لم يوجد قائد (١١).


(١) رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين ج‍ ١ ص ٥٧١ الطبعة السابقة.
(٢) حاشية الدسوقى على الشرح الكبير ج‍ ١ ص ٣٩١ الطبعة السابقة.
(٣) الشرح الصغير على أقرب المسالك ج‍ ١ ص ٥١٦ الطبعة السابقة.
(٤) المجموع شرح المهذى ج‍ ٤ ص ٤٩٠ الطبعة السابقة.
(٥) المرجع السابق ج‍ ٤ ص ٤٨٦ وانظر الأشباه والنظائر للسيوطى ص ٢٥٠.
(٦) المجموع شرح المهذب ج‍ ٩ ص ٣٠٤.
(٧) الفقه على المذاهب الأربعة قسم العبادات ج‍ ١ ص ٢٨٠ الطبعة الرابعة مطبعة دار الكتب المصرية سنة ١٣٥٨ هـ‍ - ١٩٣٩ م.
(٨) نيل الأوطار ج‍ ٣ ص ٢٢٥ - ٢٢٦.
(٩) شرائع الاسلام فى الفقه الاسلامى الجعفرى الامامى ج‍ ١ ص ٥٩ الطبعة السابقة.
(١٠) المختصر النافع لأبى القاسم الحلى ص ٣٦ طبعة دار الكتاب العربى بالقاهرة سنة ١٣٧٦ هـ‍.
(١١) شرح النيل وشفاء العليل لمحمد بن يوسف اطفيش ج‍ ١ ص ٥٠١ الطبعة السابقة.