للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويندب أن يجلس أول ما يصعد المنبر ثم يقوم فيخطب، لكن يستغفر بدل التكبير، قبل الخطبة الاولى تسعا، وقبل الثانية سبعا.

والاولى أن يقول «استغفر الله الذى لا اله الا هو الحى القيوم وأتوب اليه لانه أليق بالحال ولخبر الترمذى وغيره من قاله غفر له وان كان فر من الزحف.

أما الدعاء فقال فى المهذب: والمستحب أن يدعو فى الخطبة الاولى فيقول:

وتقدم الدعاء المأثور فى مذهب الحنفية.

ويستحب أن يدعو فى الخطبة الثانية سرا، ليجمع فى الدعاء بين الجهر والاسرار ليكون أبلغ، ولهذا قال تعالى «إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً»}. (١)

ويستحب أن يرفع يديه فى الدعاء، لما روى عن أنس «أن النبى صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه فى شئ من الدعاء الا عند الاستسقاء، فانه كان يرفع حتى يرى بياض ابطيه».

ويستحب أن يكثر من الاستغفار ومن قوله تعالى «اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً} - الى قوله {وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً» (٢)

ويقول عن تحويل الرداء «المستحب أن يستقبل القبلة فى أثناء الخطبة ويحول ما على الايمن الى الايسر والعكس

فان كان الرداء مربعا نكسه فجعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه.

وان كان مدورا اقتصر على التحويل، ويستحب للناس أن يفعلوا مثل ذلك.

وفى نهاية المحتاج: واستحباب التحويل خاص بالرجل دون المرأة جزم به ابن كبن وهو متجه وان لم أقف عليه.

قال الشافعى رحمه الله: واذا حولوا أرديتهم تركوها محولة لينزعوها مع الثياب، لانه لم ينقل أن النبى صلى الله عليه وسلم - غيرها بعد التحويل (٣).

[مذهب الحنابلة]

قال ابن قدامة: الاولى أن يخطب بعد الصلاة خطبة واحدة، لتكون كالعيد وليكونوا قد فرغوا من الصلاة، ان أجيب دعاؤهم فأغيثوا فلا يحتاجون الى الصلاة فى المطر.

ويستحب أن يستفتح الخطبة بالتكبير، ويكثر من الاستغفار والصلاة على النبى ويستحب للخطيب استقبال القبلة فى أثناء الخطبة.

ويستحب أن يدعو سرا حال استقباله.

وفى كشاف القناع: «ويسن رفع يديه وقت الدعاء «لحديث أنس المتقدم» وتكون ظهورهما نحو السماء لحديث


(١) الآية رقم ٩ من سورة نوح.
(٢) الآية رقم ٩، ١٠، ١١، ١٢ من سورة نوح.
(٣) أنظر للشافعية المهذب ح‍ ١ ص ١٢٤، ص ١٢٥ الطبعة السابقة ونهاية المحتاج ح‍ ٢ ص ٤١٢، ص ٤١٤ الطبعة السابقة.