للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مذهب المالكية]

جاء فى مواهب الجليل أن الزنا يثبت باقرار الزانى مرة الا أن يرجع مطلقا سواء رجع الى ما يعذر به أو أكذب نفسه من غير أن يبدى عذرا.

فان أنكر الاقرار فان انكاره كتكذيب نفسه على قول ابن القاسم رحمه الله تعالى الذى مشى عليه خليل رضى الله تعالى عنه من انه يقبل رجوعه ولو كان لغير شبهة، قاله فى التوضيح فى باب الزنا وفى باب الشهادات (١).

وجاء فى التاج والاكليل نقلا عن ابن عرفة رحمه الله تعالى أن نصوص المدونة وغيرها واضحة بحد المقر بالزنا طوعا ولو مرة واحدة.

وجاء فى الموازية انه ان رجع عن اقراره لوجه وسبب لم يختلف أصحاب مالك رحمه الله تعالى فى قبول رجوعه.

قال الباجى رحمه الله تعالى: وان رجع لغير شبهة فروى ابن وهب ومطرف انه يقال، وقاله ابن القاسم وابن وهب وابن عبد الحكم رحمهم الله تعالى.

وروى عن مالك: لا يقبل منه.

قال أبو عمر رحمه الله تعالى: اختلف قول مالك فى المقر بالزنا أو بشرب الخمر يقام عليه بعض الحد فيرجع تحت الجلد.

فقال مرة أن يقيم أكثر:

وقال مرة يقال ولا يضرب بعد رجوعه وهو قول ابن القاسم وجماعة العلماء (٢).

[مذهب الشافعية]

جاء فى مغنى المحتاج أن الزنا يثبت باقرار حقيقى ولو مرة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم ماعزا والغامدية باقرارهما رواه مسلم خلافا لمن قال ان الاقرار لا بد من أن يكون أربعا لأنه صلّى الله عليه وسلّم انما كرره على ماعز فى خبره ولأنه شك فى عقله، ولهذا قال أبك جنون، ولم يكرره فى خبر الغامدية، ويعتبر كون الاقرار مفصلا كالشهادة فلا يستوفى القاضى الحد بعلمه (٣).

ولو أقر بالزنا ثم رجع عنه سقط‍ الحد عنه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض لماعز بالرجوع بقوله: لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت؟ فلو لم يسقط‍ به الحد لما كان له معنى، ولأنهم لما رجموه. قال: ردونى الى


(١) مواهب الجليل لشرح مختصر ابى الضياء خليل لأبى عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى المعروف بالحطاب ج ٦ ص ٢٩٤ فى كتاب على هامشه التاج والاكليل لمختصر خليل لأبى عبد الله محمد بن يوسف ابن أبى القاسم العبدرى الشهير بالمواق الطبعة الأولى طبع مطبعة السعادة بمصر سنة ١٣٢٩ هـ‍
(٢) التاج والاكليل لمختصر خليل ابى عبد الله محمد بن يوسف بن أبى القاسم العيدرى الشهير بالمواق ج ٦ ص ٢٩٤ فى كتاب على هامش مواهب الجليل لشرح مختصر خليل للحطاب الطبعة السابقة.
(٣) مغنى المحتاج الى معرفة معانى الفاظ‍ المنهاج للشيخ محمد الشربينى الخطيب ج ٤ ص ١٣٨ فى كتاب على هامشه متن المنهاج لأبى زكريا يحيى بن شرف النووى