للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والكودية وبالرى المزوكية والسنباوية وبأذربيجان الذقولية وبما وراء النهر المبيضة ..

ومنشأ الغلو طائفة السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ الذي قال لعلي عليه السلام: أنت أنت .. يعنى الإِله .. فنفاه إلى المدائن .. وزعموا أنه كان يهوديا فأسلم .. وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وصى موسى مثل ما قال في على عليه السلام وهو أول من أظهر القول بالفرض بإمامة على ومنه انشعبت أصناف الغلاة وزعموا أن عليا حيّ لم يقتل وفيه الجزء الإلهى ولا يجوز أن يستولى عليه .. وهو الذي يجئ في السحاب والرعد صوته والبرق صوته .. وأنه سينزل بعد ذلك إلى الأرض فيملؤها عدلا كما ملئت جورًا وإنما ظهر ابن سبأ هذه المقالة بعد انتقال علي .. واجتمعت عليه جماعة وهم أول فرقة قالت بالتوقف والغيبة والرجعة وقالت بتناسخ الجزء الإِلهى في الأئمة بعد على.

[وقد انقسم الغلاة إلى طوائف]

منها الكاملية: أصحاب أبى كامل .. كفر جميع الصحابة بتركهم بيعة علي وطعن في علي بتركه طلب حقه ولم يقدره في التعود بل كان عليه أن يخرج ويظهر الحق على أنه غلا فيه .. وكان يقول: الإمامة نور يتناسخ من شخص إلى شخص، وهو في شخص نبوة وفى شخص إمامة - وربما تتناسخ الإِمامة فتصير نبوة، وقال: تتناسخ الأرواح وقت الموت والغلاة يتفقون على التناسخ والحدود ومذهبهم أن الله تعالى قائم بكل مكان، ناطق بكل لسان، ظاهر بشخص من البشر .. وهذا هو معنى الحلول وهو قد يكون بكل كظهور ملك يشخص أو يجزء كإشراق الشمس في كوة ..

ومنها العليائية أصحاب العليا ابن ذراع الودسى .. كان يفضل عليا على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وزعم أنه هو الذي بعث محمدًا وسماه إلها وكان يذم محمدًا لزعمه أنه بعث ليدعو لعلي فدعا لنفسه .. ومنهم من قال بإلهية محمد وعلي ويقدمون عليا ويسمونهم .. العينية .. ومنهم من يقدم محمدًا ويسمونهم الميمية .. ومنهم من قال بألهية محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء ..

[ومنهم المغيرية]

أصحاب المغيرة بن سعيد العجلى .. ادعى أن الإمامة بعد محمد بن على بن الحسين آلت لمحمد بن عبد الله بن الحسن الخارج بالمدينة وأنه حى لم يمت ثم ادعى الإمامة لنفسه ثم ادعى النبوة وغلا في حق علي غلوا لا يعتقده عاقل وقال بالتشبيه .. وأن الله صوره وجسمه ذو أعضاء على حروف الهجاء وصوره صورة رجل من نور ..

ومنها المنصورية، والحطابية وطوائف أخرى غالت غلوًا لا يتصور، وذهبت مذاهب غير معقولة .. وقد تكفل أئمة السنية بالرد على هؤلاء الغلاة ونفى مزاعمهم الناس فلا نطيل بذكرها ..

[الاسماعيلية]

وأما الاسماعيلية فهم الفرقة الخامسة من فرق الشيعة أثبتوا الإمامة بعد جعفر الصادق لابنه إسماعيل وهو أكبر أبنائه نصا من أبيه جعفر عليه .. ثم اختلفوا في موته حال حياة أبيه، وإنما فاته النص عليه من أبيه عندهم انتقال الإِمامة في هذه الحالة إلى أولاده خاصة كما نص موسى عليه السلام إلى أخيه هارون عليه السلام