للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكوفة وروى عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال للمسافر: صل ركعتين ما لم تدخل منزلك ولأن هذا موضع لو خرج اليه على قصد السفر يصير مسافرا فلأن يبقى مسافرا بعد وصوله اليه أولى (١).

الشرط‍ الثانى: أن يدخل وطنه فى الوقت: اذا دخل المسافر وطنه فى الوقت تغير فرضه الذى دخل فى وقته من القصر الى التمام واذا دخل وطنه بعد خروج الوقت فلا يتغير فرضه فى هذا الوقت ويصليه قصرا لأنه تقرر عليه فرض السفر بخروج الوقت فلا يتغير بالدخول فى وطنه والمعتبر فى تغيير الفرض آخر الوقت وهو قدر ما يسع التحريمة فان كان المكلف فى آخره مسافرا وجب ركعتان والا فأربع لأن آخر الوقت هو المعتبر فى السببية عند عدم الأداء قبله وعلى هذا قالوا: لو صلى الظهر أربعا ثم سافر فى الوقت فصلى العصر ركعتين ثم رجع الى منزله لحاجة فتبين أنه صلاهما بلا وضوء صلى الظهر ركعتين والعصر أربعا لأنه كان مسافرا فى آخر وقت الظهر ومقيما فى العصر وفائدة ذلك أيضا اعتبار حال المكلف فيه فلو بلغ صبى أو أسلم كافر فى آخره لزمتهم الصلاة ولو كان الصبى قد صلاها فى أوله (٢)

[مذهب المالكية]

[الشرط‍ الأول: الانتهاء الى بيوت الوطن]

المسافر اذا رجع الى وطنه لا يزال يقصر حتى يرجع الى المكان الذى قصر منه فى خروجه فاذا أتاه أتم حينئذ لأن منتهى القصر فى الدخول هو مبدؤه فى الخروج هذا ما جاء فى الخرشى والعدوى ونقل الخرشى عن المدونة قولا آخر وهو أن المسافر اذا رجع من سفره فليقصر حتى يدخل البيوت أو قربها وهذا يدل على أن منتهى القصر ليس كمبدئه ومثل ذلك فى الرسالة قال العدوى وتظهر ثمرة الخلاف فيمن نزل خارج البلد فى العودة بأقل من الميل وعليه العصر ولم يدخل البلد حتى غربت الشمس فعلى القول الأول يصلى العصر سفرية وعلى القول الثانى يصليها حضرية (٣).

الشرط‍ الثانى:

أن يدخل وطنه فى الوقت:

المعتبر فى تغيير الفرض عند المالكية آخر الوقت بمقدار ركعة كاملة (٤). (انظر أوقات الصلاة)

[مذهب الشافعية]

الشرط‍ الأول: الانتهاء الى بيوت الوطن: اذا رجع المسافر من السفر الطويل انته سفره ببلوغه ما شرط‍ مجاوزته ابتداء من سور أو غيره فيترخص الى أن يصل الى ذلك والسفر ينقطع بمجرد الوصول الى مبدأ سفره من وطنه وان لم يدخل (٥).

[الشرط‍ الثانى: أن يدخل وطنه فى الوقت]

يختلف الشافعية فيما تدرك به الصلاة آخر الوقت فقيل بقدر ركعة وقيل بقدر تكبيرة الاحرام (٦) (أنظر أوقات الصلاة)

[مذهب الحنابلة]

[الشرط‍ الأول: الانتهاء الى بيوت الوطن]

يقصر المسافر الصلاة حتى يرجع الى المكان الذى بدأ منه القصر وهو مفارقة الخيام وبيوت القرية العامرة بما يقع عليه اسم المفارقة بنوع من البعد عرفا، وكان النبى صلى الله عليه وسلم إذا خرج من المدينة لم يزد على الركعتين حتى يرجع اليها (٧).


(١) المرجع السابق.
(٢) بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع للكاسانى ج ١ ص ١٠٣ الطبعة السابقة وحاشية ابن عابدين على الدر المختار ج ١ ص ٧٤٢ الطبعة السابقة.
(٣) شرح المحقق ابى عبد الله من الخرشى وبهامشه الشيخ على العدوى ج ٢ ص ٥٩ الطبعة السابقة طبع المطبعة الكبرى الاميرية بمصر سنة ١٣١٧ هـ‍.
(٤) بلغة السالك لاقرب المسالك للشيخ احمد الصاوى على الشرح الصغير لسيدى احمد الدرديرى ج ١ ص ٨١، ص ٨٢ الطبعة السابقة.
(٥) مغنى المحتاج الى معرفة الفاظ‍ المنهاج ج ١ ص ٢٦٢ الطبعة السابقة.
(٦) المهذب لابى اسحاق الشيرازى ج ١ ص ٥٣ الطبعة السابقة
(٧) كشاف القناع وبهامشه شرح منتهى الارادات ج ١ ص ٣٢٦ الطبعة السابقة والمغنى على الشرح الكبير لابن قدامة المقدسى ج ٢ ص ٩٨ الطبعة السابقة.