للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان خلقه قد تم واستوى ولو كان ناقص يد أو رجل - مع نبات شعر جسده ولو بعضه لا شعر عينيه أو رأسه أو حاجبه فلا يعتبر.

وفى المشيمة - وهى وعاء الجنين ثلاثة أقوال ثالثها أنها تبع للولد ان أكل الولد أكلت والا فلا.

أما ان كان الجنين ميتا من قبل ذكاة أمه فلا يحل. وان خرج الجنين بعد ذكاة أمه تاما بشعره حيا حياة محققة أو مشكوكا فيها ذكى وجوبا وان لم يذك لم يؤكل الا أن يبادر اليه - بفتح الدال - ويسارع الى ذكاته فيسبق بالموت فيؤكل للعلم بأن حياته حينئذ غير معتبرة لضعفها بأخذه فى السياق فهو بمنزلة ما نزل ميتا من بطن أمه بعد ذكاتها فيحكم عليه بأن ذكاته بذكاة أمه. فان لم يبادر حتى مات وكان بحيث لو بودر لم يدرك كره أكله، أما لو كان بحيث لو بودر لأدرك فلا يؤكل. وذكى الجنين المزلق - وهو ما ألقته أمه فى حياتها لعارض - ان كان مثله يعيش بأن كان تام الخلقة مع نبات شعر وكانت حياته محققة أو مظنونة لا مشكوكة، فان كان مثله لا يحيا أو شك فى أمره هل تستمر حياته أم لا لم يؤكل ولو ذكى لأن موته يحتمل أن يكون من الازلاق (١).

[حكم البيض]

جاء فى شرح الخرشى وحاشية العدوى عليه أن أكل البيض الطاهر حلال، لا فرق فى ذلك بين البيض المتصلب أو غيره كما لا فرق أيضا بين بيض الطير أو السباع أو الحشرات اذ لحمها مباح اذا أمن سمها. هذا اذا لم يكن البيض مذرا (٢) فان كان مذرا فهو نجس ويطلق المذر كذلك على ما اختلط‍ صفاره ببياضه لكن هذا الأخير طاهر ما لم يحصل فيه عفن، وأما ما يوجد من نقطة دم فى وسط‍ بياض البيض فمقتضى مراعاة السفح فى نجاسة الدم الطهارة فى هذه كما فى الذخيرة هذا فى بيض الحيوان الحى أما بيض الحيوان الميت فان كان من حيوان ميتته نجسة فهو نجس وان كان من حيوان ميتته طاهرة فان كان هذا الحيوان لا يفتقر الى ذكاة - كالتمساح والترس - فهو طاهر، وان كان يفتقر الى ذكاة كالجراد فيحتمل أن يقال بنجاسته كجنين ما ذكى اذا لم يتم خلقه ولم ينبت شعره ويحتمل أن يقال بطهارته كطهارة ميتة ما خرج منه ولكنه لا يؤكل الا بذكاة (٣).


(١) الشرح الكبير لأبى البركات سيدى أحمد الدردير وحاشية الدسوقى عليه لشمس الدين محمد عرفه الدسوقى ج ٢ ص ١١٤ طبع دار احياء الكتب العربية بمصر.
(٢) المذر هو البيض الذى فسد بعد انفصاله من الحى بعفن أو صار دما أو صار مضغة أو فرخا ميتا ويطلق أيضا على ما اختلط‍ صفاره ببياضه.
(٣) شرح الخرشى ج ١ ص ٨٥ نفس الطبعة المتقدمة.