للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة.

وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة الى أهله وتحرير رقبة مؤمنة.

{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً ١»}.

لما وجبت فى هذا فلأن تجب فى العمد ولا عذر فيه، كان أولى.

ويعارضها قوله تعالى: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها» (٢).

فانه يشير الى عدم وجوب الكفارة فيه، وذلك لأنه تعالى جعل كل جزائه جهنم اذ الجزاء اسم للكامل التام فلو وجبت الكفارة معه كان المذكور بعض الجزاء فلم يكن كاملا تاما.

ألا ترى أن فى جانب الخطأ لما وجبت الدية مع الكفارة جمع بينهما فقال:

«فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ» (٣) فعرفنا بلفظ‍ الجزاء أن من موجب النص انتفاء الكفارة، فرجحنا الاشارة على الدلالة (٤).

والبحث فى هذا الميدان طويل ينظر فى مصطلح (دلالة).

[أنواع الاشارة باللفظ‍]

جاء فى التقرير والتحبير: أن الاشارة تنقسم قسمين اشارة ظاهرة واشارة غامضة، وذلك لأن الاشارة لا تعرف الا بنوع تأمل واستدلال من غير أن يزاد على الكلام أو ينقص منه.

ثم ان كان ذلك الغموض يزول بأدنى تأمل فهى اشارة ظاهرة، وان كان محتاجا الى زيادة تأمل فهى اشارة غامضة فلا جرم أن قال صاحب الكشف وغيره، فكما أن ادراك ما ليس بمقصود بالنظر مع ادراك المقصود به من كمال قوة الابصار، كذا فهم ما ليس بمقصود بالكلام فى ضمن المقصود به من كمال قوة الذكاء وصفاء القريحة، ولهذا يختص بفهم الاشارة الخواص، وتعد من محاسن الكلام البليغ (٥).

[أقسام الاشارة باللام]

جاء فى فواتح الرحموت أن اللام للاشارة الى معلومية المدخول، وأقسامه أربعة معروفة.

الأول منها لام العهد الخارجى الذى فيه الاشارة الى حصة معينة من المدخول.

والثانى منها لام الاستغراق الذى فيه الاشارة الى كل فرد منه.


(١) الآية رقم ٩٢ من سورة النساء.
(٢) الآية رقم ٩٣ من سورة النساء.
(٣) الآية رقم ٩٢ من سورة النساء.
(٤) كشف الأسرار على أصول البزدوى ج ٢ ص ٢١٩، ص ٢٢٠ الطبعة السابقة.
(٥) التقرير والتحبير شرح تحرير الكمال ابن الهمام ج ١ ص ١٠٧ الطبعة السابقة.