للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ينام الا عن غلبة وألا ينام مضطجعا بل متربعا مستندا.

وذكر ابن حزم الظاهرى فى كتابه المحلى.

أنه يستحب للمعتكف أن يكون له خباء.

ويرى الإمامية انه يستحب للمعتكف أن يشترط‍ فى ابتدائه الرجوع فيه عند العارض.

[مكروهاته]

ذهب الحنفية (١):

الى أنه يكره - تحريما - للمعتكف الصمت ان اعتقد أن الصمت قربة والالم يكره، والصمت مكروه لأنه ليس من شريعة الاسلام ويقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم:

«لا يتم بعد احتلام ولا صمات يوم الى الليل» ويكره كذلك التكلم الا بخير لأن الكلام يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، ويكره احضار سلعة فى المسجد للبيع والشراء لأن المسجد محرز عن شغله بحقوق العباد أما البيع والشراء بمعنى الايجاب والقبول من غير احضار السلعة الى المسجد فلا بأس به.

وقال قاضيخان والزيلعى انه يكره عقد التجارة وان لم يحضر السلعة الى المسجد.

وعند المالكية (٢):

يكره للمعتكف أن يأكل بفناء المسجد أو رحبته بل يأكل فى مكانه الذى يعتكف فيه.

ويكره أن يعتكف دون أن يكون معه ما يكفيه من طعام وشراب وثياب ان كان قادرا على ذلك.

ويكره - اذا خرج لقضاء حاجة - أن يدخل منزله القريب الذى به زوجته لئلا يطرأ عليه ما يفسد اعتكافه فلو لم يكن به أحد لم يكره أو كان أهله فى العلو ودخل هو أسفله فلا يكره.

ويكره أن يشتغل بكتابة ولو كان المكتوب مصحفا وهذا ان كثرت الكتابة لا ان قلت.

ويكره أن يشتغل بتعلم أو تعليم لأن المقصود من الاعتكاف صفاء القلب لمراقبة الله وذلك يتم بالذكر ويكره اشتغاله بكل فعل غير ذكر وتلاوة وصلاة مثل عيادة المريض الذى بالمسجد وكان بعيدا عن مكانه الذى هو فيه وصلاة الجنازة ولو لاصقت وصعود المنارة والسطح للأذان واقامة الصلاة.

ويكره حلق الرأس وانتظار غسل ثوبه وتجفيفه ان كان له ثوب آخر.

ويكره أن يخرج القاضى المعتكف لدعوة توجهت عليه قبل تمام اعتكافه ما لم تطل مدة الاعتكاف بحيث تضر برب الحق.

ويرى الشافعية (٣):

أنه يكره للمعتكف الاكثار من فعل الصنائع فى المسجد كالخياطة والكتابة ونسج


(١) حاشية ابن عابدين ج ٢ ص ١٨٤
(٢) بلغة السالك لأقرب المسالك ج ١، ص ٢٤٠، ٢٤١، وحاشية الدسوقى ج ١، ص ٥٤٩.
(٣) نهاية المحتاج ج ٣ ص ٢١٤ وحاشية الباجورى ج ١ ص ٥٣٢