للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعلوا ذلك، يبين ذلك أننا لا نجد أحدا يبيع داره ليأكل بها سيكرانا وهو واضح.

ولفظ‍ القرافى فى الحشيشة أنها مفسدة وذكر القرافى أن الأفيون من المفسدات

قال الحطاب: فعلى هذا يجوز لمن ابتلى بأكل الأفيون وصار يخاف على نفسه الموت من تركه أن يستعمل منه القدر الذى لا يؤثر فى عقله وحواسه ويسعى فى تقليل ذلك وقطعه جهده ويجب عليه أن يتوب ويندم على ما مضى.

قال ابن فرحون: وأما العقاقير الهندية فان أكلت لما تؤكل الحشيشه امتنع أكلها وان أكلت للهضم وغيره من المنافع لم تحرم ولا يحرم منها الا ما أفسد العقل.

[مذهب الشافعية]

جاء فى فى حاشيتى قليوبى وعميرة على شرح جلال الدين المحلى أن من الأطعمة غير الحيوانية الثوم والكراث والبصل والفجل وأكلها مكروه فى حق النبى صلى الله عليه وسلم على الراجح وكذا فى حقنا ولو فى غير المسجد ويكره دخول المسجد لمن أكلها، سواء كانت نيئة أو مطبوخة أو مشوية، وذلك اذا ظهر منها ريح لأن الكراهة متعلقة بالريحة التى تظهر منها (١).

وجاء فى مغنى المحتاج أن الشيخين نقلا فى باب الأطعمة عن الرويانى أن أكل الحشيشة حرام ولا حد فيها.

وقال الغزالى رحمه الله تعالى فى القواعد يجب على أكلها التعزير الزاجر دون الحد، ولا تبطل الصلاة بحملها (٢)

وقال ابن حجر الهيثمى رحمه الله تعالى: الحشيشة مسكرة على معنى أنها تغطى العقل لا مع الشدة المطربة لأن ذلك من خصوصيات المسكر المائع.

وهذا لا ينافى أنها مخدرة، ومن ذلك فان استعمالها كبيرة وفسق كالخمر فكل ما جاء فى وعيد شارب الخمر يأتى فى متعاطى الحشيشة لاشتراكهما فى ازالة العقل المقصود للشارع بقاؤه لأنه الآلة للفهم عن الله تعالى وعن رسوله صلّى الله عليه وسلّم، ولأن به يتميز الانسان عن الحيوان، فكان فى تعاطى ما يزيله وعيد الخمر والأصل فى ذلك ما رواه أحمد رحمه الله تعالى فى مسنده وأبو داود فى سننه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر قال العلماء: المفتر كل ما يورث الفتور والخدر فى الأطراف. والحشيشة ونحوها تسكر وتفتر وتخدر.

وحكى بعض العلماء الاجماع على


(١) حاشيتى قليوبى وعميرة على شرح جلال الدين المحلى على منهاج الطالبين ج ١ ص ٢٢٧ طبع مطبعة محمد على صبيح بمصر.
(٢) مغنى المحتاج الى معرفة معانى ألفاظ‍ المنهاج ج ٤ ص ١٧٣ نفس الطبعة السابقة.