للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لم يجد فليقعد وليستقبل القبلة وليشتغل بالذكر والدعاء والتفكر فذلك يستحب وقال عليه الصلاة والسّلام:

من أتى فراشه وهو ينوى أن يقوم يصلى من الليل فغلبته عيناه كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من الله تعالى ومن آداب النوم أن لا يبيت الا ووصيته عنده مكتوبة فانه لا يأمن القبض من النوم وأن ينام تائبا سليم القلب لجميع المسلمين، وعن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من آوى الى فراشه لا ينوى ظلم أحد ولا يحقد على أحد غفر الله له ما جرم.

ومن آداب النوم أن لا ينام ما لم يغلبه النوم ولا يتكلفه الا اذا قصد به الاستعانة على القيام آخر الليل فقد كان السلف الأصفياء رضوان الله تعالى عليهم نومهم غلبة وأكلهم فاقة وكلامهم ضرورة ولذلك وصفوا بأنهم كانوا قليلا من الليل ما يهجعون.

ومن آدابه أيضا أن يتذكر عند النوم أن النوم نوع وفاة والتيقظ‍ نوع بعث قال الله تعالى «اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها» الى آخر الآية، ويندب الدعاء عند تقلباته بما كان النبى صلّى الله عليه وسلّم يقوله وذلك لا اله الا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار، وليجتهد أن يكون آخر ما يرد على قلبه عند النوم ذكر الله فهو أول ما يرد على قلبه عند التيقظ‍ فهو علامة الحب ولا يلازم القلب فى هاتين الحالتين الا ما هو الغالب عليه فليجرب نفسه فانها علامة تكشف عن باطن القلب فاذا استيقظ‍ قال الحمد لله الذى أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور.

[اضطرار]

[معنى الاضطرار فى اللغة]

جاء فى لسان العرب (١) الاضطرار الاحتياج الى الشئ وقد اضطره اليه أمر والاسم الضرة.

ثم قال والضرورة كالضرة ورجل ذو ضارورة وضرورة أى ذو حاجة وقد اضطر الى الشئ أى ألجئ اليه.

وجاء فيه عن الليث: الضرورة اسم لمصدر الاضطرار تقول حملتنى الضرورة على كذا وكذا وقد اضطر فلان الى كذا وكذا.

[معنى الاضطرار عند الفقهاء]

يقول الحموى عن الضرورة أنها «بلوغه حدا ان لم يتناول الممنوع يهلك (٢)».


(١) لسان العرب ج ١٩ ص ٤٨٣.
(٢) حاشية الحموى على الأشباه والنظائر لابن نجيم ص ١٠٨ طبعة سنة ١٨٩٩ م.