للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لحيتك وقلم أظفارك واحلق عانتك، وقد حل بعد ذبح وحلق كل حلال غير صيد ونساء حتى تزور البيت. وقيل يحل له غير النساء والصيد برمى جمرة العقبة حلق أو لم يحلق قصر أو لم يقصر (١).

[تجديد الاحرام يوم التروية]

[مذهب الحنفية]

قال الحنفية: المتمتع يحرم بالحج يوم التروية من الحرم، لأنه فى معنى المكى، وميقات أهل مكة فى الحج الحرم، وان أحرم قبل يوم التروية جاز وهو الأفضل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من أراد الحج فليتعجل»، ولأن فيه مسابقة الى الخير وزيادة فى المشقة، فكان أولى، وهذا الحكم عام فى متمتع سواء من ساق الهدى ومن لم يسقه (٢).

[مذهب المالكية]

قال ابن القاسم من المالكية عن المتمتع:

اذا كان يوم التروية أحرم للحج.

قال: وكان مالك يستحب أن يحرم فى أول العشر (أى أول ذى الحجة) (٣).

[مذهب الشافعية]

قال الشافعية: تجديد الاحرام يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذى الحجة خاص بالمتمتعين والمكيين بخلاف غيرهم من المفردين والقارنين والآفاقيين لعدم تحللهم (٤).

وجاء فى المجموع: اذا تحلل المتمتع من العمرة استحب له ألا يحرم بالحج الا يوم التروية، هذا اذا كان واجد الهدى. وان كان عادمه استحب له تقديم الاحرام بالحج قبل اليوم السادس لأنه فرضه الصوم ولا يجوز الا بعد الاحرام بالحج وواجبه ثلاثة أيام فى الحج وسبعة اذا رجع الى أهله، ويستحب ألا يصوم يوم عرفة، فيتعين ثلاثة أيام قبله، وهى السادس والسابع والثامن، هذا مذهبنا.

ودليلنا ما ثبت عن جابر رضى الله تعالى عنه قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ساق الهدى معه (يعنى حجة الوداع) وقد أهلوا بالحج مفردا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أحلوا من احرامكم فطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة، وقصروا، وأقيموا حلالا، حتى اذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج، واجعلوا التى قدمتم بها متعة» (٥).

[مذهب الحنابلة]

قال الحنابلة: يستحب للمتمتع الذى حل من عمرته ولغيره من المحلين بمكة وقربها الاحرام بالحج يوم التروية لقول جابر رضى الله عنه فى صفة حج النبى صلى الله عليه


(١) كتاب شرح النيل وشفاء العليل ج‍ ٢ ص ٣٨٠، ٣٨١ الطبعة السابقة.
(٢) تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعى ج‍ ٢ ص ٤٥ الطبعة السابقة.
(٣) المدونة الكبرى للامام مالك ج‍ ٢ ص ١٤٣ طبع مطبعة السعادة بمصر، طبعة الساسى سنة ١٣٢٣ هـ‍ الطبعة الاولى.
(٤) شرح جلال الدين المحلى وحاشيتى القليوبى وعميرة ج‍ ٢ ص ١١٢ الطبعة السابقة.
(٥) المجموع شرح المهذب للامام للنوى ج‍ ٧ ص ١٨١، ١٨٢ طبع مطبعة التضامن الاخوى ادارة الطباعة المنيرية.