للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واحدا» وفى صحيح أبى عبيدة رضى الله عنه رأيت أبا جعفر يكبر واحدة فى الأذان فقلت له لم تكبر واحدة واحدة، قال لا بأس اذا كنت مستعجلا، كما يجوز ترك الأذان والاكتفاء بالاقامة، ويستفاد أن الاقتصار على الاقامة أفضل من فعل الأذان فصلا فصلا (١).

[صفات المؤذن]

[مذهب الحنفية]

جاء فى كتاب مراقى الفلاح شرح نور الايضاح مع حاشية الطحطاوى (٢) وسببه دخول الوقت وهو شرط‍ له، ومن شروط‍ صحته كونه باللفظ‍ العربى على الصحيح من عاقل، وشرط‍ كماله: كون المؤذن صالحا عالما بالوقت طاهرا متفقدا أحوال الناس زاجرا من تخلف عن الجماعة صيتا «أى مرتفع الصوت حسنه» بمكان مرتفع مستقبلا القبلة، وجاء فى البدائع أيضا: أن الصفات التى ترجع الى المؤذن منها أن يكون رجلا - على تفصيل يأتى بعد - وأن يكون عاقلا وأن يكون تقيا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «الامام ضامن والمؤذن مؤتمن» والأمانة لا يؤديها الا التقى، ومنها أن يكون عالما بالسنة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «يؤمكم أقرؤكم ويؤذن لكم خياركم» وخيار الناس العلماء ولأن مراعاة سنة الأذان لا يتأتى الا من العالم بها ومنها أن يكون عالما بأوقات الصلاة حتى كان البصير أفضل من الضرير، لأن الضرير لا علم له بدخول الوقت والاعلام بدخول الوقت ممن لا علم له بالدخول متعذر، لكن مع هذا لو أذن يجوز لحصول الاعلام بصوته وامكان الوقوف على المواقيت من قبل غيره فى الجملة وابن أم مكتوم رضى الله عنه كان مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أعمى، ومنها أن يكون مواظبا على الأذان لأن حصول الاعلام لأهل المسجد بصوت المواظب أبلغ من حصوله بصوت من لا عهد لهم بصوته فكان أفضل، ومنها أن يكون المؤذن على طهارة لأنه ذكر معظم فاتيانه مع الطهارة أقرب الى التعظيم، ومنها أن يؤذن قائما اذا أذن لجماعة لأن النازل من السماء أذن قائما وكذا الناس توارثوا ذلك فعلا فكان تاركه مسيئا لمخالفته النازل من السماء واجماع الخلق ولأن تمام الاعلام بالقيام ومنها أن يؤذن فى مسجد واحد ومنها أن يؤذن محتسبا لوجه الله عز وجل (٣).

[مذهب المالكية]

قال المالكية: وشرط‍ صحة الأذان اسلام فلا يصح من كافر وعقل فلا يصح من مجنون، وصبى لا ميز له، وسكران طافح، وذكورة فلا يصح من امرأة أو خنثى لأنه من مناصب الرجال كالامامة والقضاء، وبلوغ على تفصيل سيأتى، وندب أن يكون المؤذن على طهارة من الحدثين والكراهة من الجنب أشد وأن


(١) مستمسك العروة الوثقى ح‍ ٥ ص ٤٣٩، ٤٤٠
(٢) ص ١١١ الطبعة الثانية بالمطبعة الأزهرية سنة ١٣٢٨ هـ‍.
(٣) بدائع الصنائع ح‍ ١ ص ١٥٠، ١٥١.