للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعينة تجزئ عن واحد فان ذبحها عنه وعن أهله أو عنه وأشرك غيره فى ثوابها جاز، وعليهما حمل خبر مسلم أنه صلّى الله عليه وسلّم ضحى بكبشين، وقال: اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد وهى فى الأولى سنة كفاية.

قال فى المجموع: ومما يستدل به الخبر الصحيح فى الموطأ ان أبا أيوب الأنصارى قال: كنا نضحى بالشاة الواحدة يذبحها الرجل عنه وعن أهل بيته ثم تباهى الناس بعد فصارت مباهاة، ولكن الثواب فيما ذكر للمضحى خاصة، لأنه الفاعل كما فى القائم بفرض الكفاية.

وجاء فى نهاية المحتاج (١): التضحية سنة مؤكدة فى حقنا على الكفاية ولو بمنى ان تعدد أهل البيت والا فسنة عين. ومعنى كونها سنة كفاية مع كونها تسن لكل منهم سقوط‍ الطلب بفعل الغير لا حصول الثواب لمن لا يفعل كصلاة الجنازة.

نعم ذكر النووى فى شرح مسلم أنه لو أشرك غيره فى ثوابها كأن يقول: أشركتك أو فلانا فى ثوابها جاز وأنه مذهبنا.

والظاهر جواز ذلك ولو بعد نية التضحية لنفسه.

والأصل فى ذلك أنه صلّى الله عليه وسلم ضحى بمنى عن نسائه بالبقر رواه الشيخان فلا تجب بأصل الشرع، لما روى البيهقى وغيره باسناد حسن.

أن أبا بكر وعمر كانا لا يضحيان مخافة أن يرى الناس ذلك واجبا.

[مذهب الحنابلة]

قال صاحب المغنى (٢): يتعين الهدى بقوله هذا هدى أو تقليده أو اشعاره مع النية والأضحية بقوله هذه أضحية، ولو نوى حال الشراء لم تتعين بذلك.

ثم قال: اذا تعينت لم يجز بيعها ولا هبتها.

وقال القاضى: يجوز أن يبيعها ويشترى خيرا منها نص عليه أحمد، وهو قول عطاء ومجاهد وأبى حنيفة، لأن النبى صلّى الله عليه وسلّم ساق فى حجته مائة بدنة وقدم على من اليمن فأشركه فى بدنه رواه مسلم، والاشتراك


(١) نهاية المحتاج الى شرح المنهاج لشمس الدين محمد بن أبى العباس الرملى الشهير بالشافعى الصغير فى كتاب مع حاشية الشيراملسى وبهامشه المغربى ج ٨ ص ١٢٣، ص ١٢٤ وما بعدها طبع شركة مكتبة مصطفى البابى الحلى وشركاه بمصر سنة ١٣٥٧ هـ‍.
(٢) المغنى للامام العلامة موفق الدين أبى محمد عبد الله بن أحمد بن محمود بن قدامه على مختصر الامام أبى القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله بن أحمد الخرقى ويليه الشرح الكبير على متن المنتع للامام الشيخ شمس الدين أبى الفرج عبد الرحمن بن أبى عمر محمد بن أحمد ابن قدامة المقدسى ج ٣ ص ٥٥٩، ص ٥٦٠، ص ٥٦١، ص ٥٦٢، ص ٥٦٣ طبع مطبعة المنار بمصر سنة ١٣٤٨ هـ‍ الطبعة الأولى.