للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ، وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (١).

وحقا فى الفئ بقوله تعالى: «ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ، وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَاتَّقُوا اللهَ، إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ» (٢).

وقد اختلف الفقهاء فى مقدار استحقاق ذى القربى، وفى مصير هذا الاستحقاق بعد موته عليه الصلاة والسلام وفى كثير من الأحكام المتصلة بهذا، فيرجع إلى معرفة ذلك كله فى مواد: «خمس. غنيمة.

فئ».

وذوو القربى هم قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم آل محمد الوارد ذكرهم فى تحريم الصدقة، فمن ذهب فيهم إلى رأى هناك قال به هنا ما عدا الحنفية الذين أخذوا هنا بحديث جبير بن مطعم الذى سبق إيراده هناك.

فهم هنا بنو هاشم وبنو المطلب عند الحنفية والشافعية وابن حزم، وفى قول عند المالكية ورواية فى مذهب أحمد.

وهم بنو هاشم وحدهم إلا آل أبى لهب فى القول المشهور عند المالكية والرواية الأخرى فى مذهب أحمد، ونقل هذا عن عمر بن عبد العزيز وبه قال زيد بن أرقم وطائفة من الكوفيين، وإليه ذهب جميع أهل البيت.

ومن قال هناك بدخول أولاد البنات قال به هنا، ومن أخرجهم هناك أخرجهم هنا، ولم أر من عرض لذكر الموالى والأزواج هنا سوى قول ابن حزم ولا حق فيه لمواليهم ولا لخلفائهم ولا لبنى بناتهم من غيرهم (٣).

[الصلاة على آل محمد]

جمهور العلماء على أن الصلاة على آل محمد فى التشهد الأخير مندوبة والراجح من مذهب الشافعى إنها سنة، وقال الشيعة إنها واجبة فى التشهدين. ويرجع فى تفصيل ذلك إلى مادة «صلاة. تشهد».

وقال الجمهور: أنه لا ينبغى لأحد أن يصلى على آل محمد استقلالا، وإنما الصلاة عليهم تكون تبعا للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم … فالآل فى ذلك كغيرهم من الناس.

واختلف العلماء فى معنى الآل فى هذا المقام ونظائره على أقوال كثيرة، فقيل هم الأزواج والذرية. وقيل هم الذين حرمت عليهم الصدقة وهم بنو هاشم وحدهم أو بنو هاشم وبنو المطلب. وقيل على وفاطمة والحسنان وأولادهم. وقيل هم القرابة بغير تقييد. وقيل هم الأمة جميعا. وقال النووى إن هذا أظهر الأقوال (٤).

وفيما يتعلق بإجماع آل محمد وشرفهم وكفاءتهم ونسبهم يرجع إلى مواد «اجماع.

كفاءة. نسب».


(١) سورة الانفال: ٤٠.
(٢) سورة الحشر: ٦.
(٣) ارجع الى:
مبسوط‍ السرخسى ج‍ ١٠ ص ٩.
مختصر خليل والشرح الكبير ج‍ ٢ ص ١٩٠.
الوجيز للغزالى ج‍ ١ ص ١٧٣.
التحفة لابن حجر ج‍ ٣ ص ٨٠.
المحلى لابن حزم ج‍ ٧ ص ٣٢٧.
نيل الأوطار للشوكانى ج‍ ٨ ص ٥٨.
جواهر الكلام ج‍ ٣ ص ١٥٧ وما بعدها.
(٤) ارجع الى:
الوجيز للغزالى ج‍ ١ ص ٥٣.
شرح الحلبى لمنية المصلى ص ٣.
جواهر الكلام ج‍ ٢ ص ٣٤١ وما بعدها.
نيل الأوطار ج‍ ٢ ص ٢٤٤.