للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وجاء فى كتاب قناطر الخيرات (١) بعد ذلك: فى زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقف عند رأسه مستقبلا القبلة ويحمد الله ثم ان كانت له حاجة فليجعل النبى صلّى الله عليه وسلم خلف كتفه وليستقبل القبلة وليسأل حاجته.

[استلام]

[المعنى اللغوى]

الاستلام مصدر استلم وفى ترتيب القاموس المحيط‍. استلم الحجر لمسه اما بالقبلة أو باليد كاستلام (٢).

[المعنى الاصطلاحى]

لا يخرج عند الفقهاء عن هذا المعنى اللغوى.

وقد جاء ذكر الاستلام عندهم فى موضعين، استلام الحجر الاسود واستلام الركن اليمانى، ويكونان عند الكعبة، وفى أول الطواف وأثنائه.

[مشروعيته، وكيفيته]

جاء فى الصحيحين أن عمر رضى الله عنه جاء الى الحجر فقبله. وقال: انى لاعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك، وفى رواية أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ذلك، وقال مثله أبو بكر رضى الله عنه.

[مذهب الحنفية]

قال الحنفية فى كتاب فتح القدير: استلم الحجر تناوله باليد أو بالقبلة أو يمسحه بالكف من السلمة بفتح السين وكسر اللام، وهى الحجر.

والاستلام أن يضع يده على الحجر ويقبله.

وهل يستحب السجود على الحجر عقيب التقبيل؟ فعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه كان يقبله ويسجد عليه بجبهته وقال رأيت عمر رضى الله عنه قبله ثم سجد عليه ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ففعلته.

وقال الشيخ قوام الدين الكاكى: وعندنا الاولى ألا يسجد لعدم الرواية فى المشاهير، ونقل السجود عن أصحابنا الشيخ عز الدين فى مناسكه، وان أمكنه أن يمس الحجر بشئ فى يده أو يمسه بيده ويقبل ما مس به فعل راكبا كان أو ماشيا


(١) المرجع نفسه ج‍ ٢ ص ١٠٠ الطبعة السابقة.
(٢) ترتيب القاموس المحيط‍ على طريقة المصباح المنير للزاوى الطرابلسى ج‍ ٢ ص ٥٥٧ الطبعة الأولى سنة ١٩٥٩ طبع مطبعة الرسالة مادة «سلم»، ولسان العرب للامام العلامة ابن منظور ج‍ ٥١ ص ٢٩٧ طبع مطابع دار بيروت «مادة سلم» سنة ١٣٧٥ هـ‍.