للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه حتى يرى الكعبة، ثم يستقبلها فيكبر الله عز وجل ويهلل ويدعو، لفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويستحب للحاج أن يستقبل القبلة فى الموقف، ففى حديث جابر رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمر أن تضرب له قبة بنمرة فنزل بها حتى اذا زالت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادى فخطب الناس، ثم صلى الظهر، ثم العصر، ثم ركب حتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء الى الصخرات وجعل جبل المشاة بين يديه، فاستقبل القبلة، ويستحب كذلك استقبال القبلة عند المشعر الحرام، فقد ركب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وكبر وهلل ووحده.

وفى موضع آخر (١): من المرجع نفسه: والمستحب أن يستقبل القبلة عند الصخرات وجبل الرحمة.

وفى موضع آخر أيضا من كتاب المغنى (٢): واستقبال القبلة مستحب عند رمى جميع الجمرات.

وفى موضع آخر (٣) أيضا من المرجع نفسه: ويستحب توجيه الهدى عند الذبح الى القبلة.

وفى كشاف القناع (٤): ويستقبل القبلة فى الحلق، لانه نسك أشبه سائر المناسك.

وجاء فى منتهى الارادات (٥): بالنسبة لزيارة قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ويستحب للحاج زيارة قبر النبى صلّى الله عليه وسلّم وقبر صاحبيه رضى الله تعالى عنهما مستقبلا القبلة جاعلا الحجر عن يساره ويدعو.

[مذهب الظاهرية]

قال ابن حزم الظاهرى فى المحلى: (٦)

روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ فى حجه بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره ولما أتى عرفة أتى بطن الوادى فخطب الناس، ثم أتى الموقف واستقبل القبلة، ولما أتى المشعر الحرام استقبل القبلة فدعا الله تعالى، وكبره كما روى عن بسالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضى


(١) المرجع السابق ج‍ ٣ ص ٤٢٨ الطبعة السابقة.
(٢) المغنى لابن قدامة المقدسى ج‍ ٣ ص ٤٤٧ الطبعة السابقة.
(٣) المرجع السابق ج‍ ٣ ص ٤٥٣ الطبعة السابقة.
(٤) كشاف القناع مع هامش شرح منتهى الارادات ج‍ ١ ص ٦١٩ الطبعة السابقة.
(٥) هامش منتهى الارادات مع كشاف القناع ج‍ ١ ص ٧٠٢، ص ٧٠٣ الطبعة السابقة.
(٦) المحلى لأبن حزم الظاهرى ج‍ ٧ ص ١٢٠ ص ١٢١ الطبعة السابقة.