للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مذهب الحنابلة]

وأما الحنابلة فقد رتبوا مناسك يوم النحر الترتيب المتقدم فقد قالوا: أنه يفيض من مزدلفة قبل طلوع الشمس فاذا وصل منى ورمى جمرة العقبة … ثم ينحر ان كان معه هدى

ويحلق أو يقصر … ثم يزور البيت فيطوف سبعا وهو الطواف الواجب الذى به تمام الحج ولم نقف لهم على حكم مخالفة هذا الترتيب غير ما ذكره ابن قدامة من انه يجوز تأخير الحلق والتقصير الى آخر أيام التشريق (١).

[مذهب الظاهرية]

فقد حكاه ابن حزم حيث قال «وجائز فى رمى الجمرة والحلق والنحر والذبح وطواف الافاضة.

أن تقدم أيهما شئت على أيهما لا حرج فى شئ من ذلك، روينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل يوم النحر وهو واقف عند الجمرة فقال يا رسول الله انى حلقت قبل أن أرمى قال:

ارم ولا حرج وآتاه آخر فقال: انى أفضت الى البيت قبل أن أرمى قال: ارم ولا حرج قال فما رأيته يسأل يومئذ عن شئ الا قال افعلوا ولا حرج وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بمنى فى حجة الوداع فجاء رجل فقال: يا رسول الله انى لم أشعر فنحرت قبل أن أرمى قال: أرم ولا حرج فما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ قدم أو أخر الا قال اصنع ولا حرج (٢).

[مذهب الزيدية]

وأما الزيدية فقد نصوا على أنه يندب «الترتيب بين الرمى والذبح والحلق أو التقصير» وقد علق صاحب البحر الزخار على ذلك بقوله «قلنا أما بين الرمى والحلق فحتم .. فعلى قولنا لا يحل الحلق قبل الرمى بل يوجب الدم .. ولا شئ فى تقديم الحلق على الذبح، ولم نقف لهم على غير ذلك فى هذه المسألة (٣).

[مذهب الإمامية]

ويرى الشيعة الإمامية: أن الحاج اذا أفاض من مزدلفة حتى وصل منى فعليه أن يبدأ برمى جمرة العقبة، ثم بالذبح ثم بالحلق. وهذا الترتيب واجب عندهم، غير أنه اذا خالف هذا الترتيب أثم ولا أعادة عليه - ومن ناحية أخرى نصوا على أنه لا يزور البيت لطواف الافاضة الا بعد الحلق أو التقصير. وهذا الترتيب واجب عند الشيعة الإمامية. ولكن لو خالفه وطاف قبل ذلك عامدا لزمه دم شاة، أما ان كان ناسيا فلا يلزمه شئ الا أنه يعيد طوافه (٤).

[مذهب الإباضية]

يرى الإباضية ان المغيض اذا وصل منى رمى جمرة العقبة ثم يذبح ويحلق والحلق بعد النحر.

ثم يمضى للزيارة (٥) أى لطواف الزيارة - وهو طواف الافاضة، هذا هو الترتيب الذى نصوا عليه ولم نقف لهم على مخالفة هذا الترتيب.

٥ - أثر طواف الافاضة:

التحلل الأكبر

[مذهب الحنفية]

يرى الحنفية أن المحرم اذا أدى طواف الافاضة على وجهه المشروع حل له النساء ولكنهم يقولون أن هذا التحليل ليس بسبب طواف الافاضة ولكن بالحلق السابق عليه «اذ هو


(١) ج‍ ٣ ص ٤٤٣، ٤٤٧، ٤٥١، ٤٥٥، ٤٦٠، ٤٦٤ المحلى ج‍ ٧ ص ١٨١
(٢) البحر الزخار ج‍ ٢ ص ٣٤٥
(٣) المختصر النافع ص ١١٦
(٤) شرح النيل ج‍ ٢ ص ٣٧٧ الى ٣٧٩، ٣٩٨، ٣٩٩