للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاء فى حاشيتى قليوبى وعميرة على شرح منهاج الطالبين: أن بعضهم بحث تثليث الاشارة والتقبيل لما أشار به أيضا هذا ويشير بقبلة أيضا الى مقام ابراهيم صلّى الله عليه وسلّم الذى هو من الجنة كالحجر الأسود (١).

[مذهب الحنابلة]

جاء فى كشاف القناع: أن من سنن الحج فى الطواف أن يستلم الحجر الأسود ويمسحه بيده اليمنى لقول جابر رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه، الحديث.

هذا ويقبل الحجر أيضا من غير صوت يظهر للقبلة لحديث ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم استقبل الحجر ووضع شفتيه عليه يبكى طويلا ثم التفت فاذا هو بعمر بن الخطاب يبكى فقال يا عمر هاهنا تسكب العبرات، رواه ابن ماجه.

فان شق استلامه وتقبيله لم يزاحم واستلمه بيده وقبل يده لحديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم استلمه وقبل يده.

فان شق استلامه بيده استلمه بشئ وقبله فان شق استلامه بيده أو بشئ أشار اليه بيده أو بشئ واستقبله بوجهه.

ولا يقبل المشار به لعدم وروده ولا يزاحم لاستلام الحجر وتقبيله أو السجود عليه فيؤذى أحدا من الطائفين (٢).

هذا وان المرأة لا تزاحم الرجال لتستلم الحجر الأسود ولا لغيره خوف المحظور لانه أستر لكن تشير المرأة الى الحجر كالرجل الذى لا يمكنه الوصول اليه الا بمشقة (٣).

وكلما حاذى الحجر الأسود والركن اليمانى استلمهما استحبابا لما روى ابن عمر قال: كان النبى صلّى الله عليه وسلم لا يدع أن يستلم الركن اليمانى والحجر فى طوافه.

قال نافع: وكان ابن عمر يفعله رواه أبو داود.

وان شق استلامهما للزحام أشار اليهما لما مر.

ويقول كلما حاذى الحجر الأسود الله أكبر فقط‍ لحديث البخارى عن


(١) حاشيتى قليوبى وعميرة على شرح منهاج الطالبين ج ٢ ص ١٠٦ طبع محمد على صبيح مصر.
(٢) كشاف القناع عن متن الاقناع للشيخ منصور بن ادريس ج ١ ص ٦٠٥ الطبعة المتقدمة.
(٣) المرجع السابق ج ١ ص ٦٠٤ الطبعة المتقدمة.