للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إفراد جزء من المبيع عن البيع:

مذهب الشافعية:

جاء فى نهاية المحتاج (١): أن ثمرة النخل المبيع إن شرطت جميعها أو بعضها المعين كالنصف للبائع أو للمشترى عمل به سواء فيما قبل التأبير وبعده وفاء بالشرط‍ ولو شرط‍ غير المؤبرة للمشترى كان تأكيدا لما قاله المتولى رحمه الله تعالى أو للبائع صح أيضا وإن قيل ينبغى أن يكون كشرط‍ الحمل، لأنا نقول إنما بطل البيع بشرط‍ استثناء البائع الحمل أو منفعته شهرا لنفسه، لأن الحمل لا يفرد بالبيع والطلع يفرد به ولأن عدم المنفعة يؤدى لخلو المبيع عنها وهو مبطل.

وإن لم يشرط‍ لواحد منهما بأن سكت عن ذلك فإن لم يتأبر منها شئ فهى للمشترى وإلا بأن تأبر بعضها وإن قل ولو فى غير وقته كما هو قضية إطلاقهم.

خلافا للماوردى وإن تبعه ابن الرفعة رحمه الله تعالى. فللبائع جميعها ما تأبر وغيره لخبر الشيخين من باع نخلا قد أبرت فثمرتها للبائع، إلا أن يشترطها المبتاع أى المشترى دل منطوقه على أن المتأبرة للبائع وإن لم يشرط‍ له ومفهومه أن غير المؤبرة للمشترى إلا أن يشترطها البائع.

ودل الاستثناء على أنها للمشترى عند اشتراطها له وإن تأبرت وكونها لواحد ممن ذكر صادق بأن تشترط‍ له ويسكت عن ذلك.

وافترقا بالتأبير وعدمه لأنها فى حالة الاستتار كالحمل وفى حالة الظهور كالولد وألحق بالنخل سائر الثمار وبتأبير كلها تأبير بعضها بتبعية غير المؤبر للمؤبر لما فى تتبع ذلك من العسر والتأبير تشقق طلع الإناث وذر طلع الذكور فيه فيجئ رطبها أجود مما لم يؤبر والعادة الاكتفاء بتأبير البعض والباقى يتشقق بنفسه وينبث ريح الذكور إليه وقد لا يؤبر شئ ويتشقق الكل. والحكم فيه كالمؤبر اعتبارا بظهور المقصود وما يخرج ثمره بلا زهر على أى لون كان كتين وعنب إن ظهر ثمره فللبائع وإلا بأن لم يبرز فللمشترى إلحاقا لبروزه بتشقق الطلع ولا يعتبر تشقق القشر الأعلى من نحو جوز بل هو للبائع مطلقا لاستتاره بما هو من صلاحه ولأنه لا يظهر بتشقق الأعلى عنه.

ولو ظهر بعض التين أو العنب فما ظهر فللبائع.

وما لم يظهر فللمشترى كما فى التتمة والمهذب والتهذيب وان توقفا فيه وجزم فى الأنوار بالتوقف وحمله بعضهم على ما يتكرر حمله منه وإلا فكالنخل. ويرد بأن حمله فى العام مرتين نادر كالنخل فليكن مثله. وفرق الأصحاب بين طلع النخل.


(١) كتاب نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج لشمس الدين محمد ابن أبى العباس أحمد بن حمزة بن شهاب الدين الرملى المتوفى المصرى الأنصارى الشهير بالشافعى الصغير ومعه حاشية أبى الضياء نور الدين على بن على الشيراملسى القاهرى وبالهامش حاشية أحمد بن عبد الرزاق محمد بن أحمد المعروف بالرشيدى ج ٤ ص ١٣٥ وما بعدها طبع بمطبعة شركة مكتبة مصطفى البابى الحلبى وأولاده بمصر سنة ١٣٥٧ هـ‍ سنة ١٩٣٨ م.