للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الاعظم لأمير أو قاض أو وال أرضا أو مالا فله أخذه اذا كان على وجه الشرع ولو حاباهم دون نظائرهم ويترك ما بنى الولاة أو الامراء أو القضاة من المساجد أو المدارس أو الحصون أو الصوامع للأذان أو نحو ذلك فى مال الله وقال أيضا:

ولسابق فى مباح دفاع منازع فيه وقتاله اذ هو أولى به وكذا ما أقعده فيه حاكم أو نحوه كامام (١).

«أنظر اقطاع».

[إساءة]

[تعريف الاساءة فى اللغة]

جاء فى لسان العرب: (٢) أساء الرجل اساءة خلاف أحسن، وأساء اليه نقيض أحسن اليه، وأساء الشئ أفسده، ويقال: أسأت به واليه وعليه وله، وساءه فعل به ما يكره قال الله عز وجل: (٣) ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها فاذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم … » وجاء فى القرآن أيضا قوله تعالى: (٤) «مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ» والسيئة الخطيئة، والسئ والسيئة عملان قبيحان، وفى القرآن الكريم قول الله تعالى: (٥) {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ»،} والسوء: الفجور والمنكر، وقال الزجاج فى معنى السوء الوارد فى قول الله عز وجل (٦) «وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ» السوء: خيانة صاحبه والفحشاء ركوب الفاحشة، وقال اللحيانى: السوء: اسم جامع للآفات والداء، (٧) والمفسرون يذهبون الى أن معنى الاساءة الوارد فى قول الله عز وجل «وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها» هو المعصية.

ومما تقدم يتبين أن الاساءة لفظ‍ شامل يطلق على الفعل القبيح ويطلق على الخطيئة ويطلق على فعل المكروه بالغير ويطلق على المعصية والمنكر أو هو كما قال اللحيانى: اسم جامع للآفات والداء.

[تعريف الاساءة فى اصطلاح الفقهاء]

والفقهاء يسايرون أهل اللغة فى المعنى المقصود من لفظ‍ اساءة لكن التعبير بنفس اللفظ‍ غير شائع فى استعمالاتهم وانما نراهم يعبرون عنها بالمعنى المقصود منها فالاساءة اذا كانت ناتجة عن تجاوز الحد فى حق قرره الشرع فان الفقهاء يعبرون عن ذلك بلفظ‍ المضارة والضرر والاضرار،


(١) المرجع السابق ح‍ ٢ ص ٣٣١ الطبعة السابقة.
(٢) لسان العرب للامام العلامة ابن منظور ح‍ ١ ص ٩٥ وما بعدها طبع دار صادر دار بيروت ببيروت سنة ١٣٧٤ هـ‍ الطبعة الثانية.
(٣) الآية رقم ٧ من سورة الاسراء.
(٤) الآية رقم ٤٦ من سورة فصلت.
(٥) الآية رقم ٢٥ من سورة الشورى.
(٦) الآية رقم ٢٤ من سورة يوسف.
(٧) كتاب جامع البيان فى تفسير القرآن للامام أبى جعفر محمد بن جرير الطبرى ح‍ ١٥ ص ٢٤ الطبعة الاولى طبع المطبعة الكبرى الاميرية بمصر سنة ١٣٢٨ هـ‍.