للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٨ - حكم تناول السمك المملح]

[مذهب الحنفية]

جاء فى البحر الرائق أن دم السمك معفو عنه لأنه ليس بدم على التحقيق وانما هو دم فى الصورة لأنه اذا يبس يبيض والدم اذا يبس يسود، وأيضا لأن الحرارة خاصية الدم والبرودة خاصية الماء فلو كان للسمك دم لم يدم سكونه فى الماء. وعلى ذلك فالحكم يشمل السمك الكبير اذا سال منه شئ فان ظاهر الرواية أن دم السمك مطلقا طاهر.

وروى عن أبى يوسف رحمه الله تعالى أنه نجس مطلقا وأنه مقدر بالكثير الفاحش، وروى عنه أن دم الكبير نجس وما روى عن أبى يوسف ضعيف (١).

[مذهب المالكية]

جاء فى حاشية الدسوقى على الشرح الكبير ترتيبا على ما جاء من الخلاف فى طهارة الدم المسفوح من السمك:

أنه يترتب على ذلك الخلاف الخلاف فى جواز أكل السمك الذى يوضع بعضه على بعض ويسيل دمه من بعضه الى بعض وعدم جواز أكله: فعلى القول بأن الدم المسفوح من السمك نجس.

لا يجوز أن يؤكل من هذا السمك الا الصف الأعلى وعلى القول بأن ذلك الدم طاهر - وممن قال بذلك ابن العربى رحمه الله تعالى - يجوز أن يؤكل هذا السمك كله.

ومذهب الحنفية أن الخارج من السمك ليس بدم بل هو رطوبة، وحينئذ فهو طاهر.

ولو شك على القول باباحة الأكل من الصف الأعلى منه فقط‍ - هل هذا السمك كان من الصف الأعلى أو من غيره أكل لأن الطعام لا يطرح بالشك (٢).

وجاء فى مواهب الجليل نقلا عن المدونة أن من ملح حيتانا فوجد فيها ضفادع ميتة أكلت. قيل: الضمير يعود الى الضفادع يعنى أكلت الضفادع، وقيل الضمير يعود الى الحيتان يعنى أكلت الحيتان. والجميع يؤكل (٣).

وجاء فى بلغة السالك أن الدردير رضى الله تعالى عنه كان يقول: الذى أدين الله به أن الفسيخ طاهر لأنه لا يملح ولا يرضخ الا بعد الموت والدم المسفوح


(١) البحر الرائق شرح كنز الدقائق للامام الشيخ زين الدين الشهير بابن نجيم فى كتاب على هامشه الحواشى المسماة بمنحة الخالق على البحر الرائق ج ١ ص ٢٤٧ نفس الطبعة المتقدمه.
(٢) حاشية الدسوقى على الشرح الكبير ج ١ ص ٥٧ نفس الطبعة المتقدمة.
(٣) مواهب الجليل لشرح مختصر أبى الضياء سيدى خليل المعروف بالمواق ج ٣ ص ٢٢٩ نفس الطبعة المتقدمة.