للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه - لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم غسل سعد بن معاذ وصلى عليه وكان شهيدا رماه ابن العرقة يوم الخندق بسهم فقطع أكحله (١) فحمل الى المسجد فلبث فيه أياما ثم مات وظاهر كلام الخرقى أنه متى طالت حياته بعد حمله غسل وصلى عليه وان مات فى المعركة أو عقب حمله لم يغسل ولم يصل عليه وقال أحمد فى موضع ان تكلم أو أكل أو شرب صلى عليه، وعن أحمد أنه سئل عن المجروح اذا بقى فى المعركة يوما الى الليل ثم مات فرأى أن يصلى عليه، والصحيح التحديد بما ذكرنا من طول الفصل والأكل لأن الأكل لا يكون الا من ذى حياة مستقرة وطول الفصل يدل على ذلك، وقد ثبت اعتبارهما فى كثير من المواضع، وأما الكلام والشرب وحالة الحرب فلا يصح التحديد بشئ منها لما روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يوم أحد «من ينظر ما فعل سعد بن الربيع» فقال رجل أنا أنظر يا رسول الله فنظر فوجده جريحا به رمق، فقال له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أمرنى أن أنظر فى الأحياء أنت أم فى الأموات قال: فأنا فى الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنى السلام وذكر الحديث، قال: ثم لم أبرح أن مات وروى أن أصيرم بنى عبد الأشهل وجد صريعا يوم أحد فقيل له ما جاء بك، قال أسلمت ثم جئت وهما من شهداء أحد دخلا فى عموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ادفنوهم بدمائهم وثيابهم ولم يغسلا ولم يصل عليهما وقد تكلما وماتا بعد انقضاء الحرب، وفى حديث أهل اليمامة عن ابن عمر رضى الله عنه أنه طاف فى القتلى فوجد أبا عقيل الأنفى قال فسقيته ماء وبه أربعة عشر جرحا كلها قد خلص الى مقتل فخرج الماء من جراحاته كلها فلم يغسل» (٢).

[مذهب الظاهرية]

قال ابن حزم الظاهرى: المقتول بأيدى المشركين خاصة فى سبيل الله عز وجل فى المعركة خاصة ان حمل عن المعركة وهو حى فمات غسل وكفن وصلى عليه (٣).

[مذهب الزيدية]

قال الزيدية فى شرح الأزهار: الشهيد الذى لم يمت فى موضع القتال لكنه ذهب منه وقد جرح فى موضع المعركة بما يعرف من طريق العادة أنه يقتله يقينا نحو رميه أو ضربه بسيف أو عصا أو رضخه أو طعنه فى معمد ولم يمت منها فى الحال فان هذا لا يغسل ولو مات فى بيته على فراشه ذكره الصادق بالله وعلى خليل وظاهر قول الهادى عليه السلام أنه اذا نقل وبه رمق غسل وحكى فى الزوائد للقاسمية أنه اذا أكل أو شرب أو دوى غسل والا فلا ومثله عن أبى طالب يحيى ابن الحسين (٤).

[مذهب الإمامية]

قال الإمامية عن الشهيد ظاهر الأخبار أنه اذا أدركه المسلمون وبه رمق يغسل سواء


(١) الاكحل - عرق فى اليد أو هو عرق الحياة،
(٢) المغنى لابن قدامة على مختصر أبى القاسم الخرقى يليه الشرح الكبير على متن المقنع لأبى عمر ابن قدامة المقدسى ح‍ ٢ ص ٣٣٥ طبع مطبعة المنار بمصر فى سنة ١٣٤١ هـ‍.
(٣) المحلى ح‍ ٥ ص ١١٥ مسألة ٥٦٢ طبع ادارة الطباعة المنيرية الطبعة الاولى سنة ١٣٤٩ هـ‍.
(٤) شرح الازهار للحسن بن مفتاح ح‍ ١ ص ٤٠٩ الطبعة الثانية سنة ١٣٥٧ هـ‍.