للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بل لم يكن آتيا بسنة الترجيع (١)، وقال الشافعية: يسن الترجيع فى الأذان للصلاة (٢) أما الحنابلة، فلا يقولون بالكراهة جاء فى كشاف القناع «فان رجع فى الأذان بأن يقول الشهادتين سرا بحيث يسمع من بقربه أو أهل المسجد ان كان واقفا بعد التكبير ثم يجهر بهما فلا يكره لأن ترجيع الأذان فعل أبى محذورة وعليه عمل أهل مكة (٣) وجوز ابن حزم الظاهرى الترجيع فى الأذان فقال يجوز الترجيع فى الأذان بدليل أذان أهل الكوفة ففيه ترجيع «الله أكبر» وفيه ترجيع «أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله» وهذه زيادة خير لا تحقر أقل ما يجب لها ستون حسنة (٤) واختلف الإمامية فى معنى الترجيع على أقوال منها أنه عبارة عن تكرير التكبير والشهادتين فى أول الأذان، ومنها أنه تكرير الشهادتين برفع الصوت بهما بعد فعلهما مرتين بخفض الصوت، وبالنسبة للحكم اختلفوا بين قول بالكراهة وآخر بالحرمة وآخر ببدعيته وآخر بعدم كونه مسنونا ولا مستحبا (٥).

[التثويب فى الأذان]

التثويب هو الرجوع الى الاعلام بعد الاعلام وهو عند أكثر المذاهب هو زيادة «الصلاة خير من النوم» فى أذان الفجر بعد الحيعلتين عند المالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية أو بعد الأذان عند الحنفية والإباضية بما يتعارف عليه الناس وهو سنة عند المالكية والشافعية والحنابلة وحسنه الحنفية وجوزه ابن حزم الظاهرى وقال عنه الزيدية أنه بدعة أما الإمامية فذكروا اختلاف العلماء فى معناه ولم يجوزوه قال فى النهاية «ولا يجوز التثويب فى الأذان والاقامة وفى المختلف والمدارك والكفاية يحرم التثويب وعند الإباضية التثويب بعد أذان الصبح بتراخ وحكمه عندهم حكم الأذان (٦).

[ما يقوله المؤذن فى أذانه عند المطر]

[مذهب المالكية]

ذكر المالكية ما ورد فى الموطأ من أن ابن عمر أذن فى ليلة ذات برد وريح ثم قال ألا صلوا فى الرحال وأن ذلك كان بعد تمام الأذان فلا يجوز أن يتخلل ألفاظ‍ الأذان كلام (٧).

[مذهب الشافعية]

قال الشافعية اذا كانت ليلة مطيرة أو ذات ريح وظلمة يستحب أن يقول المؤذن اذا فرغ من أذانه ألا صلوا فى رحالكم فان قاله فى أثناء الأذان بعد الحيعلة فلا بأس وهذا نصه نقله البندنيجى وهكذا صرح به الصيدلانى


(١) الدردير ح‍ ١ ص ٨٦.
(٢) نهاية المحتاج ح‍ ١ ص ٣٩١.
(٣) كشاف القناع ح‍ ١ ص ١٦٤.
(٤) المحلى ح‍ ٣ ص ١٤٩، ١٥٠.
(٥) مستمسك العروة الوثقى ح‍ ٥ ص ٤٤١.
(٦) بدائع الصنائع ح‍ ١ ص ١٤٨ والمبسوط‍ للسرخسى ح‍ ١ ص ١٣٠ والحطاب على خليل ح‍ ١ ص ٤٣٢ ونهاية المحتاج ح‍ ١ ص ٣٩١ وكشاف القناع ح‍ ١ ص ١٦٤، ١٦٥ وشرح الأزهار ح‍ ١ ص ٢٢٤ والمحلى ح‍ ٣ ص ١٥٠ ومفتاح الكرامة ح‍ ٢ ص ٢٨٧، ٢٨٩ ومتن النيل ح‍ ١ ص ٥١.
(٧) الحطاب ح‍ ١ ص ٤٢٧.