للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاختصاص فى الأمكنة]

وفى اختصاص الأمكنة (١) اختص الله المساجد الثلاثة. المسجد الحرام ومسجد النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة والمسجد الأقصى. بمزايا منها: لا تشد الرحال ولا يطلب السفر الا اليها. عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:

«لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد.

مسجدى هذا. والمسجد الحرام. والمسجد الأقصى».

ومنها: فضل الصلاة فيها على غيرها من سائر المساجد فى الأرض كلها. وقد اختص كل واحد من هذه المساجد بمزيد من الفضل فى الصلاة فيه بالنسبة للسجدين الآخرين وبالنسبة لباقى المساجد، عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الصلاة فى المسجد الحرام بمائة ألف صلاة. والصلاة فى مسجدى بألف صلاة والصلاة فى بيت المقدس بخمسمائة صلاة.

ورواه ابن خزيمة فى صحيحه بلفظ‍: قال «صلاة فى المسجد الحرام أفضل عما سواه من المساجد بمائة ألف صلاة، وصلاة فى مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة فيما سواه. وصلاة فى مسجد بيت المقدس أفضل عما سواه من المساجد بخمسائة صلاة». ورواه البزار بلفظ‍ «فضل الصلاة فى المسجد الحرام على غيره بمائة الف صلاة وفى مسجدى ألف صلاة وفى مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة» وفى فضل المسجد الأقصى يقول الله تعالى: {(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ. لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)}.

[ما اختصت به مكة وحرمها والبيت العتيق]

جاء فى فضل مكة وحرمها والبيت العتيق، وما اختص الله به هذه البقاع المقدسة من أحكام دون سائر البقاع من القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير.

فمن القرآن الكريم: «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى. وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ. وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ. وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ»، «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ. فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» (٢).

ومن السنة النبوية:

عن أبى شريح العدوى أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث الى مكة: أئذن لى أيها الأمير أحدثك قولا قال به رسول الله صلى


(١) زاد المعاد لابن قيم الجوزية ص ٧، ٨
(٢) زاد المعاد ح‍ ١ ص ٧، ٨