للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مذهب الإباضية]

جاء فى (١) شرح النيل: يستحلق الأب ابنه بشروط‍.

أولها: أن لا يكون المستحلق معروف النسب لغير المستلحق.

ثانيها: أن لا يكذبه العرف.

ثالثها: أن لا يكذبه الولد اذا كان كبيرا.

رابعها: أن يكون مثله يولد له هذا الولد فمتى اختل شرط‍ من هذه الشروط‍ لم يصح استلحاق واختلف فى شرط‍ خاص وهو كون أم الولد فى عصمة المستلحق أو فى ملكه ان كانت أمة والمرأة ان قالت هذا ابنى فقيل لا تصدق الا ان أتت بمن يشهد على ولادته وجوز ان صدقها أبوه لأن الفراش له لا لها كالاستلحاق له لا لها والمختار تصديقها فيما يصدق فيه الرجل كله ويشترط‍ فيها ما يشترط‍ فى الأب ولكن الظاهر أنه ان أنكره بطل ثم اذا أقرت به لم يدخل الى الأب وجهته ويرثها هى ولو أنكره الأب لأن اقرارها راجع لأن يرثها فقط‍ قال واستلحاق الابن أباه جائز وهو أن يقر بأن فلانا أبوه فان صدقه الأب صار مستلحقا ولزم ذلك وثبت به النسب وان كذبه فلا عبرة به وان ولدت (٢) امرأتان مسلمتان أو مشركتان أو أحداهما مسلمة والأخرى مشركة حرتان أو أمتان أو أحداهما حرة والأخرى أمة زوجان أو احداهما زوج والأخرى سرية فى بيت فماتتا هما أو احداهما أو حييتا معا ولا يفرز ولداهما فاختلف أبواهما أو أماهما أو أولياءهما على الولدين سواء كانا ذكرين أو أنثيين أو احدهما ذكرا والآخر أنثى أو تنازعا فى الحى منهما ان مات الآخر أو ماتا معا ولا توجد قرينة تدل على صدق أحدهما فالولدان خليطان وكذا ثلاث نسوة فأكثر لثلاثة رجال فأكثر وامرأتان فأكثر لرجل وولدان فأكثر لامرأة مع ولد فصاعدا لأخرى وقيل يحكم بالشبه أو القافة.

ومن تزوج (٣) أمة ثم اشتراها لم يلزمه استبراؤها لأن الماء له والولد له وليشهد على التسرى لأن أولاده منها قبل شرائه اياها عبيد لمولاها وبعده أحرار فيما قال البعض وعبيد له لا يبيعهم فيما قال آخر فما ولد بعد التسرى بستة أشهر حر ان لم يتبين أنه من حمل سابق وما تبين حمله أو ولد قبل الستة الأشهر عبد للسيد الأول وكذا غير الشراء من وجوه (الملك) وان ملك بعضها لم يجز له وطئها لانفساخ النكاح وعدم جواز تسرى الأمة المشتركة لأن مريد التسرى عليه يشهد لكراهة لزوم غير الولد وكراهة استعباد الولد لأنه ان لم يشد هنا استعبد ما ولدت فانه يكون عبدا لسيدها الأول وان لم يشهد لزمه الولد الأول - بأن ينسب اليه ولكنه عبد للسيد الأول وان أتت بأولاد وفى الولد الثانى ان لم يقر المشترى به فقيل انه ولد له وعبد للسيد الأول وقيل انه ابن أمه وعبد للسيد الأول


(١) كتاب شرح النيل وشفاء العليل لمحمد ابن يوسف أطفيش ج‍ ٨ ص ٤٩٧، ٤٩٨ وما بعدها طبع مطبعة محمد بن يوسف البارونى وشركاه بمصر سنة ١٣٤٤ هـ‍ الطبعة الأولى.
(٢) شرح النيل وشفاء العليل لمحمد بن يوسف أطفيش ج‍ ٦ ص ٦٨٩، ٦٩٠ وما بعدهما طبع مطبعة محمد بن يوسف البارونى وشركاه بمصر سنة ١٣٤٣ هـ‍ الطبعة الأولى.
(٣) المرجع السابق ج‍ ٣ ص ٣٣٣، ٣٣٤، ٣٣٥ الطبعة السابقة.