للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كادخاره كتاب طب ليعالج به نفسه أو كتاب وعظ‍ ليطالعه ويتعظ‍ به فان كان فى البلد طبيب واعظ‍ فهو مسغن عن الكتاب وان لم يكن فهو محتاج. ثم ربما لا يحتاج الى مطالعة الا بعد مدة فينبغى أن يضبط‍ فيقال: مالا يحتاج اليه فى السنة فهو مستغن عنه فيقدر حاجة أثاث البيت وثياب البدن بالسنة فلا تباع ثياب الشتاء فى الصيف ولا ثياب الصيف فى الشتاء والكتب بالثياب أشبه.

وان كان عنده نسختان أو أكثر من كتاب واحد فلا حاجة له الا الى احداهما فان كانت احدى النسختين أصح والأخرى أحسن قيل له:

اكتف بالاصح وبع الاخرى لاقتنائه بالصحيحه وان تكرر عنده كتابان من فن واحد وكان احدهما مبسوطا والاخر موجزا فان كان قصده الاستفادة اكتفى بالمبسوط‍ وباع الآخر الا ان كان فيه ما ليس فى المبسوط‍ فيما يظهر وان كان قصده التدريس يبقيها لانه يحتاج لكل منهما فى التدريس.

قال النووى: وهو حسن الا قوله فى كتاب الوعظ‍: انه يكتفى بالواعظ‍ فليس كما قال لانه ليس كل أحد ينتفع بالواعظ‍ كانتفاعه فى خلوته على حسب ارادته وكذا قوله فى كتاب الطب:

انه يكتفى بالطبيب ينبغى ان يكون محله اذا كان فى البلد طبيب متبرع فان لم يكن الا بأجرة فهو محتاج اليه فلا يكلفه بيعه ولا استئجاره عند الحاجة. (١)

وقال النووى أيضا لو كان فقيها وله كتب فهل يلزمه بيعها للحج قال القاضى: ابو الطيب ان لم يكن له من كل كتاب الا نسخة واحدة لم يلزمه وان كان له نسختان لزمه بيع احداهما فانه لا حاجة به اليهما.

وقال القاضى حسين: يلزم الفقيه بيع كتبه لم يلزمه وان كان له نسختان لزمه بيع احداهما ضعيف وهو تفريع منه على طريقته الضعيفة فى وجوب بيع المسكن والخادم للحج. فالصواب هو ما قاله القاضى أبو الطيب فهو الجارى على قاعدة المذهب وعلى ما قاله الأصحاب فى المسكن والخادم فى باب الحج وعلى ما قالوه فى باب الكفارة وباب الافلاس (٢) (انظر مصطلح افلاس وكفارة).

ويجرى هذا كله على المحترف بالنسبة لما يقتنيه من آلة حرقته والجندى بالمرتزقة بالنسبة لخيله وسلاحه ان لم يعطه الامام بدلهما من بيت المال وكذلك الجندى المتطوع ان احتاجهما وتعين عليه الجهاد.

ويؤخذ من ذلك أيضا صحة اقتناء بعضهم بأن ما تقنيه المرأة من الحلى اللائق بها المحتاجة للتزين به عادة لا يمنع فقرها واستحقاقها صرف الزكاة اليها. (٣)

[مذهب الحنابلة]

لا زكاة فى حلى مباح لرجل أو امرأة من ذهب او فضة معد للاستعمال مباح أو اعارة وان


(١) المجموع للنووى ج‍ ٦ ص ١٩٢ - ١٩٣ واسى المطالب ج‍ ١ ص ٣٩٥ وتحفة المحتاج ج‍ ٣ ص ٩٢، الاشباه والنظائر للسيوطى ص ٣٧٤ - ٣٧٥ طبع مطبعة الحلبى بالقاهرة.
(٢) الاشباه والنظائر للسيوطى ص ٣٧٥ - ٣٧٦.
(٣) تحفة المحتاج السابق ج‍ ٣ ص ٩٢.