كتاب موسوعة الفقه الإسلامي - الأوقاف المصرية

استطاعة - الاستطاعة فى الاستنجاء - ج: 7 - ص: 97

وقد جاء فى الزيلعى (١) وقد تضافرت الادلة على أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ للناس فى شريعته السمحة فى التكاليف التى أمرهم بها ما يصلح شأنهم ويقر حياتهم على أسس من الخير والسلامة دون أن يشق عليهم بل كانت رحمته بعباده وراء كل تكليف قال الله عز وجل «لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها» (٢) الآية وقال الله تعالى «وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ» (٣) الآية وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أمرتكم أمرا فأتوا منه ما استطعتم واذا نهيتكم عن شئ فانتهوا».

ولقد تناول الاصوليون موضوع التكليف بما يطاق وما لا يطاق من زوايا متعددة واختلفوا حول التكليف بما لا يطاق من سنيين ومعتزلة اختلافا يرجع الى التفصيل فيه (٤) لمصطلح «تكليف».

[الاستطاعة فى الاستنجاء]

من عجز عن الاستنجاء بيده وأمكنه بغيرها فعل، والا فان أمكنه بمن يجوز له

نظره من زوجة مثلا لزمه، وقبل بل متى قدر عليه ولو بأجرة قدر عليها ولو ممن لا يجوز له نظره لزمه ذلك لانه محل حاجة (٥) وينظر تفصيل المذاهب فى هذا فى مصطلح استنجاء.

[الاستطاعة فى الطهارة]

من شروط‍ الطهارة بالماء وضوءا أو غسلا القدرة على استعمال الماء مع وجوده لقول الله عز وجل «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى}

---

(١) تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق لفخر الدين عثمان بن على الزيلعى وبهامشه حاشية الشلبى عليه ج‍ ٣ ص ٢٤١ طبع المطبعة الكبرى الأميرية بمصر الطبعة الاولى سنة ١٣١٣ هـ‍.
(٢) الآية رقم ٢٨٦ من سورة البقرة.
(٣) الآية رقم ٧٨ من سورة الحج.
(٤) الأحكام فى أصول الأحكام للامدى ج‍ ١ من ص ١٩١ الى ص ٢٢٥ وج‍ ٢ ص ٢٢٤ طبع مطبعة المعارف بمصر سنة ١٣٣٢ هـ‍.
(٥) للحنفية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الابصار لابن عابدين ج‍ ١ ص ٣١٢ طبع المطبعة العثمانية بمصر دار سعادات سنة ١٣٢٤ هـ‍ وللمالكية المدونة الكبرى للامام مالك ج‍ ١ ص ٧ وما بعدها طبع مطبعة السعادة بمصر سنة ١٣٢٣ هـ‍ طبع الساسى الطبعة الاولى وللشافعية كتاب الام والرسالة لابى عبد الله محمد بن ادريس الشافعى ج‍ ١ ص ١١ وما بعدها الطبعة الأولى طبع المطبعة الكبرى الاميرية بمصر سنة ١٣٢١ هـ‍ وللحنابلة هداية الراغب لشرح عمدة الطالب لعثمان أحمد النجدى الحنبلى طبع مطبعة المدنى ج‍ ١ ص ٢٧ وما بعدها وللظاهرية المحلى لابن حزم الظاهرى ج‍ ١ ص ٩٥ وما بعدها طبع مطبعة النهضة بمصر الطبعة الأولى سنة ١٣٤٧ هـ‍، وللزيدية، شرح الازهار المنتزع من الغيث المدرار فى فقه الائمة الأطهار للحسن بن مفتاح ج‍ ١ ص ٧٠ وما بعدها الطبعة الثانية طبع مطبعة حجازى بمصر سنة ١٣٥٧ هـ‍، وللامامية شرائع الاسلام للمحقق الحلى ج‍ ١ ص ٢٦ وما بعدها طبع مطبعة دار الحياة ببيروت، وللإباضية كتاب الوضع مختصر فى الاصول والفقه لابى زكريا يحيى الجناوى ج‍ ١ ص ٤١ الطبعة الاولى طبع مطبعة الفجالة الجديدة بمصر.