للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جعل الماء فى فيه وفى أنفه بمرة وان شاء فرق ذلك بدليل ما روى عن جابر بن زيد رحمه الله قال بلغنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تمضمض واستنشق من غرفة واحدة.

وان فرق ذلك فليبدأ بالمضمضة قبل الاستنشاق وعند الاستنشاق (١) يدخل فى أنفه السبابة والوسطى الى العظم الا ان لم يمكنه ذلك فليفعل ما يمكنه، وان مضمض واستنشق بعود أجزأه ذلك الا أن أصبعه أفضل.

وقال الشيخ اسماعيل رحمه الله فى كيفية الاستنشاق أن يجذب الماء بخياشيمه ويجعل ابهامه وسبابته على أنفه ثم ينثر بالنفس لغسل باطن الأنف.

[استهلاك]

[التعريف اللغوى]

الاستهلاك مصدر فعله استهلك المزيد فيه الهمزة والسين والتاء، والسين والتاء تزادان لافادة الطلب أو المعالجة، كما تزادان لافادة وجود الشئ على صفة فعله، فتكون استهلك بمعنى قصد أن يهلك هذا الشئ أو وجده على تلك

الصفة وهى الهلاك، ومادته الأصلية هلك.

وقد جاء فى القاموس المحيط‍ أن هلك على وزن ضرب ومنع وعلم - هلكا بالضم وهلاكا وتهلوكا وهلوكا بضمهما، وأهلك الشئ واستهلكه وهلكه يهلكه لازم ومتعد واستهلك المال أنفقه وأنفده وأهلكه - والاهتلاك والاستهلاك رميك نفسك فى تهلكة، والمستهلك من لا هم له الا أن يتضيفه الناس، والهلاك الذين ينتابون الناس ابتغاء معروفهم، والمنتجعون الذين ضلوا الطريق كالمستهلكين (٢).

[التعريف فى اصطلاح الفقهاء]

يرى الائمة فى مختلف المذاهب أن الاستهلاك هو اخراج الشئ من أن يكون منتفعا به منفعة موضوعة مطلوبة منه عادة، أو هو تغيير الشئ من صفة الى صفة.

ولا يقصد بالاستهلاك اهلاك أصل الشئ (أى افناء عينه من الوجود)، لأن ذلك لا يتعلق به فعل العبد وانما هو من صنع الله سبحانه وتعالى (٣).


(١) المرجع السابق الطبعة السابقة ج ١ ص ٥٩
(٢) القاموس المحيط‍ للفيروزابادى مدة هلك.
(٣) انظر بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع للكاسانى الحنفى ج ٧ ص ١٤٨، ص ١٤٩ وتبيين الحقائق للزيلعى ج ٥ ص ٧٧، ص ٧٨ ونهاية المحتاج للرملى الشافعى ج ٥ ص ٤١٥، ٤١٦ والمحلى لابن حزم الظاهرى ج ٩ ص ٣٢٣ والتاج المذهب لاحكام المذهب لاحمد بن القاسم الصنعانى الزيدى ج ٣ ص ٢٦٨ وج ٤ ص ٢٥٠ وشرح الازهار وهامشه ج ٤ ص ٣٧٥ والروضة البهية ج ١ ص ٢٣٤، ص ٢٣٥ وشرح النيل ج ٦ ص ٣٨٨.