للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رواه مسلم، فيدعو قائما كسائر الخطبة، ويكثر من الدعاء ويؤمن مأموم ويرفع يديه كالامام جالسا، وأى شئ دعا به جاز.

والافضل الدعاء بالوارد من دعاء النبى صلّى الله عليه وسلّم «وقد تقدم

وفى المغنى «ثم يحول رداءه فى أثناء الخطبة فيجعل اليمين يسارا واليسار يمينا، ولم ينقل عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه جعل أعلا ردائه أسفله، ويفعل الناس كذلك».

وفى الكشاف: ويتركون الرداء محولا حتى ينزعوه مع ثيابهم لعدم نقل اعادته (١)

[مذهب الظاهرية]

قال ابن حزم الظاهرى: فيبدأ فيخطب بهم خطبة يكثر فيها من الاستغفار، ويدعو الله عز وجل، ثم يحول وجهه الى القبلة وظهره الى الناس، فيدعو الله تعالى رافعا يديه ظهورهما الى السماء ثم يقلب رداءه أو ثوبه الذى يتغطاه، فيجعل باطنه ظاهره، وأعلاه أسفله، وما على منكب من منكبيه على المنكب الآخر. ويفعل الناس كذلك.

ثم يصلى بهم ركعتين كما قلنا فى صلاة العيد سواء.

الا أن صلاة الاستسقاء يخرج فيها المنبر الى المصلى ولا يخرج فى العيدين (٢).

[مذهب الزيدية]

قال فى البحر: قال الهادى والمؤيد بالله: لا خطبة فيها لقول ابن عباس ولم يخطب.

وقال الناصر: بل يخطب قبلها كالجمعة

قلت: وهو قوى، وقول ابن عباس «ولم يخطب» ان صح فللدلالة على عدم التأكيد.

وقال عن الاذكار فى افتتاحها «من قال بالخطبة فذكرها عند الناصر بعد حمد الله والصلاة على نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يكبر مائة تكبيرة مستقبلا رافعا به صوته ثم يسبح مثلها ملتفتا يمينا، ثم يهلل مثلها ملتفتا يسارا رافعا صوته فيهما، ثم يحمد الله مثلها مستقبلا (٣).

أما الدعاء وتحويل الرداء فذلك عندهم بعد الصلاة.

قال فى شرح الازهار: واذا سلموا من الصلاة جعل الامام والمؤتمون يجأرون بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى


(١) للحنابلة أنظر المغنى ح‍ ٢ ص ٤٣٣، ص ٤٣٤ الطبعة السابقة، وكشاف القناع ح‍ ١ ص ٣٦٩، ص ٣٧٠ الطبعة السابقة.
(٢) المحلى ح‍ ٥ ص ٩٣؛ ص ٩٤ الطبعة السابقة.
(٣) البحر الزخار ح‍ ٢ ص ٧٩، ص ٨٠ الطبعة السابقة.