للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشهادة فى الحق الظنى لم يجب على الشاهد أداء الشهادة الا الى حاكم محق فقط‍ وقيل فى الزيادات لا يجوز أداء الشهادة عند الحاكم الجائر وان طالب المشهود له بذلك قال أبو مضر والوجه فيه أن الحاكم اذا كان ظالما أو منصوبا من الظلمة فانه لا يكون له ولاية بل يكون كآحاد الناس ولا يجب على الشاهد أداء الشهادة عند آحاد الناس سيما عند الظلمة ويأثم بذلك.

[مذهب الإمامية]

قال الإمامية (١): ويجب الأداء مع القدرة على الكفاية اجماعا، وانما يجب الأداء مع ثبوت الحق بشهادته لانضمام من يتم به العدد أو حلف المدعى ان كان مما يثبت بشاهد ويمين فلو طلب من اثنين فيما يثبت بهما لزمهما وليس لأحدهما الامتناع بناء على الاكتفاء بحلف المدعى مع الآخر لأن من مقاصد الاشهاد التورع عن اليمين.

[مذهب الإباضية]

قال الإباضية (٢): اختلف فى قوله عز وجل «وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ» هل معناه النهى عن الاباء من تحملها ولا نافية بمعنى النهى اذا دعوا لتحملها، أو معناه النهى عن الاباء من اقامتها اذا دعوا لاقامتها، تأويلان، واذا تحملها فأبى من أدائها حيث يجب عليه الأداء فضاع المال أو النفس بعدم أدائه ضمنه، فان أبى وأقام غيره كانت عليه التوبة.

[أدب]

التعريف اللغوى (٣)

الأدب ملكة تعصم من كانت فيه عما يشينه والجمع آداب، ومن معانيها أنها تطلق على ما يليق بالشئ أو الشخص فيقال آداب الشخص وآداب القاضى، والأدب الظرف وحسن التناول. وأدبه فتأدب علمه، واستعمله الزجاج فى التعليم من الله عز وجل فقال: وهذا ما أدب الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم، والأدب الذى يتأدب به الأديب من الناس سمى أدبا لأنه يأدب الناس الى المحامد وينهاهم عن المقابح، ويشرح العلامة المناوى (٤) قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «أدبنى ربى فأحسن تأديبى» فيقول معنى الأدب هو ما يحصل للنفس من الأخلاق الحسنة والعلوم المكتسبة وفى شرح النوابغ هو ما يؤدى بالناس الى المحامد وكل الآداب متلقيات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه مجمعها ظاهرا وباطنا، ثم قال والأدب استعمال ما يحمد قولا وفعلا، وأدب البلاد ايدابا ملأها عدلا وفلان قد استأدب بمعنى تأدب (٥).

[تعريف الأدب فى الشرع]

[مذهب الحنفية]

يقول العلامة الشرنبلالى الحنفى فى شرحه


(١) الروضة البهية ح‍ ١ ص ٢٥٥
(٢) شرح النيل ح‍ ٦ ص ٥٦٦.
(٣) لسان العرب لابن منظور ح‍ ٢ ص ٢٠٦، ٢٠٧ طبع دار صادر ودار بيروت للطباعة والنشر الطبعة الثانية سنة ١٣٧٤ هـ‍.
(٤) فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوى ح‍ ١ ص ٢٢٤، ٢٢٥ طبع مطبعة مصطفى محمد الطبعة الاولى سنة ١٣٥٦.
(٥) ترتيب القاموس المحيط‍ للزاوى ح‍ ١ ص ٢٨٢ الطبعة الاولى طبع مطبعة الاستقامة بالقاهرة سنة ١٩٥٩ م