للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحرم على المعتكف ما يحرم على الصائم ذلك حيث يكون الاعتكاف واجبا. ويفسده الصوم من حيث فوات الصوم الذى هو شرط‍ الاعتكاف فاذا باشر امرأته فى حال اعتكافه فيما دون الفرج أو لمس ظاهرها بطل اعتكافه أنزل أو لم ينزل.

وكذلك يفسده الاستمتاع بالنساء لمسا وتقبيلا وغيرهما وقيل لا يفسد به الاعتكاف على الأقوى بخلاف الجماع.

واذا فسد الاعتكاف الواجب بالجماع فانه يجب عليه كفارتان. ان كان شهر رمضان واحداهما عن الصوم والأخرى عن الاعتكاف وقيل تجب الكفارتان بالجماع فى الواجب مطلقا.

وهو ضعيف. نعم لو كان وجوبه متعينا بنذر وشبهة وجب بافساده كفارة يسببه. ووجب فى الجماع ليلا كفارة واحدة فى رمضان وغيره الا أن يتعين بنذر وشبهة فيجب كفارة يشبه أيضا لافساده (١).

دليلنا فى ذلك قول الله تعالى: «وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ} (٢)» وهذا عام فى كل مباشرة أنزل أو لم ينزل والنهى يدل على فساد المنهى عنه (٣). ولو كان افساده للاعتكاف بباقى مفسدات الصوم غير الجماع وجب نهارا كفارة واحدة ولا شئ ليلا الا أن يكون متعينا بنذر وشبهة فيجب كفارته أيضا.

ولو فعل غير ذلك من المحرمات على المعتكف كالتطيب والبيع والمجاراة أثم ولا كفارة ولو كان بالخروج فى واجب متعين بالنذر وشبهه وجبت كفارته (٤).

واذا سكر المعتكف بطل اعتكافه. دليلنا فى ذلك أن الاعتكاف هو المقام واللبث للعبادة فاذا سكر نقض حقيقة الاعتكاف لأنه فسق فوجب أن يبطل اعتكافه وكذلك اذا ارتد المعتكف بطل اعتكافه. دليلنا فى ذلك أنه اذا ارتد وهو مولود على الفطرة وجب قتله على كل حال وان كان أسلم ثم ارتد فهو محكوم بنجاسته فلا يجوز أن يقيم فى المسجد ولا تصح منه الطاعة وذلك ينافى مع الاعتكاف (٥).

[مذهب الإباضية]

جاء فى شرح النيل: أن من شروط‍ الاعتكاف ترك الجماع وان كان ليلا لا التقبيل ومن تعمد الجماع ليلا لزمه البدل والكفارة المغلظة ولو لم يصم نهارا بناء على أن الاعتكاف يصح بلا صوم.

وقال مالك وغيره يفسد بالتقبيل واللمس فليسوا مجتمعين على أن التقبيل يفسد كما قيل.

ومن تعمد انزال فأنزل بأى وجه كان فكالمجامع عمدا (٦).

ومن حاضت قبل الغروب فسد يومها وتدخل قبل الفجر اذا طهرت.

ويفسد صوم الاعتكاف ما يفسد صوم غيره (٧). واذا خرج المعتكف لما لا بد منه


(١) الروضة البهية شرح اللمعة الدمشقية ج ١ ص ١٥٨ وكتاب الخلاف للطوسى ج ١ ص ٤٠٣
(٢) الآية رقم ١٨٧ من سورة البقرة
(٣) الخلاف للطوسى ج ١
(٤) الروضة البهية شرح اللمعة الدمشقية ج ١ ص ١٥٩
(٥) الخلاف للطوسى ج ١ ص ٤٠٧
(٦) شرح النيل وشفاء العليل لمحمد بن يوسف أطفيش ج ٢ ص ٢٥٦، ص ٢٥٧
(٧) المرجع السابق ج ٢ ص ٢٥٧