وجملة القول أن الاسلام فيما دلت عليه الاحاديث والآثار قول وتصديق وعمل فأما القول فيجب أن يكون صورة صادقة لما وقر فى النفس من تصديق واذعان وانطوت عليه من ايمان تصدر عنه افعالها وتشكل به نواياها متجهة الى الخير راغبة فى النفع مبتعدة من الضر.
وأما التصديق فهو الاذعان بما دلت عليه الدلائل السليمة من الكتاب والسنة من ايمان بالله ورسله وبكل ما جاء به من شرعه.
وأما العمل فهو ما جاء على وفق ذلك من كل عمل أريد به صلاح النفس وصلاح العيش وصلاح الحياة على تعدد ألوانها وصورها وصلاح الروابط الانسانية والاجتماعية والاقتصادية.
هذه هى صورة الاسلام الصحيح السليم وذلك مسماه وهو ما جعله الله سبحانه وتعالى طريقا الى السعادة ووسيلة الى رضاه وسبيلا الى حياة انسانية جديرة بالانسان ومكانته فى هذا الوجود.
فالاسلام باعتباره خاتم الاديان أحكامه صالحة لكل زمان ومكان فقواعده الكلية - كوجوب العدل والشورى ورفع الحرج ودفع الضرر - صالحة لتطبق فى كل عصر بما يناسب أهله.
وأحكامه الجزئية الثابتة الدائمة فيها مصلحة للناس فى جميع الازمنة والامكنة كأحكام الميراث.
أما الاحكام التى روعيت فيها مصالح الناس وعرفهم فهذه لا تعتبر قانونا دائما بل يختلف الحكم فيها تبعا لاختلاف الظروف والاحوال والحوادث التى تجد ولا نص فيها يجب وضع حكم لها فى ضوء القواعد الكلية التى جاءت بها أحكام الشريعة الاسلامية فاذا وضع كان حكما اسلاميا وعلى هذا فالقوانين التى تساس بها الامة فى كل مناحى الحياة يجب أن يكون أساسها القواعد الكلية للشريعة الاسلامية وبذلك يتحقق نفع الأمة فى الحياة الدنيا وفى الآخرة.
هذه كانت رسالة النبى صلّى الله عليه وسلم وهى ما يجب أن يكون عليه أولو الامر من المسلمين من بعده.
[أسير]
[التعريف اللغوى]
أسره يأسره أسرا واسارة: شدة بالاسار، والاسار: ما شد به، والجمع: أسر، والاسار: القيد أيضا، ويكون حبل الكتاف، ومنه سمى الأسير. وكانوا يشدونه بالقد فسمى كل أخيذ أسيرا وان لم يشد به، يقال: أسرت الرجل أسرا واسارا فهو أسير ومأسور،