للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اكتراء واكراء]

[التعريف اللغوى]

جاء فى لسان العرب (١).

كرا: الكروة والكراء: أجر المستأجر، كاراه مكاراة وكراء واكتراء واكرانى دابته وداره، والاسم الكرو بغير هاء، عن اللحيانى، وكذلك الكروة والكروة، والكراء ممدود لأنه مصدر كاريت، والدليل على ذلك انك تقول رجل مكار، ومفاعل انما هو من فاعلت، وهو من ذوات الواو لأنك تقول أعطيت الكرى كرونه، بالكسر.

والمكارى والكرى: الذى يكريك دابته، والجمع أكرياء، لا بكسر على غير ذلك، واكريت الدار فهى مكراة والبيت مكرى، واكتريت واستكريت وتكاريت بمعنى.

ويقال: اكرى الكرى ظهره، والكرى أيضا:

المكترى: وفى حديث ابن عباس، رضى الله عنهما: أن امرأة محرمة سألته فقالت أشرت الى أرنب فرماها الكرى، بوزن الصبى:

الذى يكرى دابته، فعيل بمعنى مفعل. يقال:

اكرى دابته فهو مكر وكرى، وقد يقع على المكترى فعيل بمعنى مفعل.

وكرا الأرض كروا: حفرها وهو من ذوات الواو والياء. وفى حديث فاطمة رضى الله عنها: أنها خرجت تعزى قوما، فلما انصرفت قال لها: لعلك بلغت معهم الكرى؟ قالت:

معاذ الله: هكذا جاء فى رواية بالراء، وهى القبور جمع كرية أو كروة، من كريت الأرض وكروتها اذا حفرتها كالحفرة، ومنه الحديث:

أن الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى نهر يكرونه لهم سيحا أى يحفرونه ويخرجون طينه، وكرا البئر كروا:

طواها بالشجر. وكروت الركية كروا اذا طويتها بالشجر وعرشتها بالخشب وطويتها بالحجارة، وقيل: المكروة من الآبار المطوية بالعرفج والسبط‍.

[التعريف الشرعى]

بالبحث فى كتب الفقه وجدنا ان التعريف الفقهى لم يخرج عن التعريف اللغوى:

[«حكم الاكراء والاكتراء فى الحج»]

[مذهب الحنفية]

جاء فى كتاب الهداية (٢): انه لا بد من القدرة على الزاد والراحلة وهو قدر ما يكترى به شق محمل أو رأس زاملة وقدر النفقة ذاهبا وجائيا لأنه عليه السّلام: سئل عن السبيل اليه فقال: الزاد والراحلة وان أمكنه أن يكترى عقبة فلا شئ عليه لأنهما اذا كانا يتعاقبان له توجد الراحلة فى جميع السفر، ويشترط‍ أن يكون فاضلا عن المسكن وعما لابد منه كالخادم وأثاث البيت وثيابه لأن هذه الأشياء مشغولة بالحاجة الأصلية، ويشترط‍ أن


(١) لسان العرب مادة كرا.
(٢) الهداية ج‍ ١ باب الحج.