للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعتبر فى التلقين صفة النوم مع الثقل وصفة النائم مع غيره فقال:

وأما النوم الثقيل فيجب منه الوضوء على أى حال كان النائم مضطجعا أو ساجدا أو جالسا أو قائما وأما غير الثقيل فيجب منه الوضوء فى الاضطجاع والسجود ولا يجب فى القيام والجلوس.

وعزا فى التوضيح هذه الطريقة الثانية لعبد الحق وغيره.

[مذهب الشافعية]

جاء فى المهذب (١): أن نوم المتوضئ ينظر فيه فان وجد منه وهو مضطجع أو مكب أو متكئ انتقض وضوؤه لما روى عن على كرم الله وجهه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال العينان وكاء السه فمن نام فليتوضأ.

وان وجد منه وهو قاعد ومحل الحدث متمكن من الأرض فانه قال فى البويطى ينتقض وضوؤه وهو اختيار المزنى لحديث على كرم الله وجهه ولأن ما نقض الوضوء فى حال الاضطجاع نقضه فى حال القعود كالاحداث.

والمنصوص فى الكتب أنه لا ينتقض وضوؤه لما روى أنس رضى الله تعالى عنه قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء فينامون قعودا ثم يصلون ولا يتوضئون وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:

من نام جالسا فلا وضوء عليه ومن وضع جنبه فعليه الوضوء ويخالف الاحداث فانها تنقض الوضوء لعينها والنوم ينقض لأنه يصحبه خروج الخارج وذلك لا يحس به اذا نام زائلا عن مستوى الجلوس ويحس به اذا نام جالسا.

وان نام راكعا أو ساجدا أو قائما فى الصلاة ففيه قولان:

قال فى الجديد ينتقض وضوؤه لحديث على رضى الله تعالى عنه ولأنه نام زائلا عن مستوى الجلوس فأشبه المضطجع.

وقال فى القديم لا ينتقض وضوؤه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، اذا نام العبد فى سجوده باهى الله به الملائكة يقول عبدى روحه عندى وجسده ساجد بين يدى فلو انتقض وضوؤه لما جعله ساجدا.

وجاء فى مغنى المحتاج (٢): أن من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه لا ينتقض وضوؤه بنومه مضطجعا.


(١) المهذب للشيخ الامام الموفق أبى اسحاق ابراهيم بن على بن يوسف الفيروزابادى الشيرازى وبهامشه النظم المستعذب شرح غريب المهذب للعلامة محمد بن أحمد بن بطال الركبى ج ١ ص ٢٣.
(٢) مغنى المحتاج ج ١ ص ٣٥.