للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[إشراك]

[المعنى اللغوى]

كلمة اشراك مصدر فعله أشرك المزيد بالهمزة، فأصل مادته شرك والهمزة زيدت على الأصل، لتفيد الاتخاذ أو الجعل.

فقد جاء فى لسان العرب (١): أشرك بالله جعل له شريكا فى ملكه، تعالى الله عن ذلك.

والاسم الشرك قال الله تعالى حكاية عن عبده لقمان أنه قال لابنه «يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ». (٢).

والشرك أن يجعل لله شريكا فى ربوبيته تعالى الله عن الشركاء والأنداد.

وانما دخلت التاء فى قوله لا تشرك بالله لأن معناه لا تعدل به غيره فتجعله شريكا له.

وكذلك قوله تعالى «وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ ٣ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً» لأن معناه عدلوا به.

ومن عدل به شيئا من خلقه فهو كافر مشرك لأن الله وحده لا شريك له ولا ند له ولا نديد.

وقال أبو العباس فى قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} (٤).

معناه الذين هم صاروا مشركين بطاعتهم للشيطان.

وليس المعنى أنهم آمنوا بالله وأشركوا بالشيطان ولكن عبدوا الله وعبدوا معه الشيطان فصاروا بذلك مشركين، ليس أنهم أشركوا بالشيطان وآمنوا بالله وحده رواه عنه أبو عمر الزاهد.

قال: وعرضه على المبرد فقال متلئب صحيح «مستقيم» وقال الجوهرى:


(١) انظر لسان العرب للامام العلامة ابن منظور أبى الفضل جمل الذين محمد بن مكرم الأفريقى المصرى ج ٤٢ ص ٤٤٩، ص ٤٥٠ مادة شرك طبع دار صادر دار بيروت سنة ١٣٧٢ هـ‍، سنة ١٩٥٥ م وترتيب القاموس المحيط‍ على طريقة المصباح المنير لطاهر الزاوى الطرابلسى مادة شرك ج ٢ ص ٦٤٨ الطبعة الأولى مطبعة الرسالة بمصر سنة ١٩٥٩ الطبعة الأولى.
(٢) الآية رقم ١٣ من سورة لقمان.
(٣) الآية رقم ٣٣ من سورة الاعراف.
(٤) الآية رقم ١٠٠ من سورة النحل.