للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويدل على الكعبة محارب فى المساجد وكذا يدل بالقمرين وبالنجوم.

وفى المرجعين المذكورين أن الكعبة قبلة البيت الحرام، والبيت قبلة المسجد، والمسجد قبلة مكة، ومكة قبلة الحرم، والحرم قبلة أهل الافاق كلها، وعلى المصلى أن يستقبل القبلة بوجهه وقلبه وجميع جوارحه.

ما تستقبل فيه القبلة

وما لا ينبغى استقبالها فيه:

[مذهب الحنفية]

قال الكاسانى فى بدائع الصنائع: (١)

الاصل أن استقبال القبلة للصلاة شرط‍ زائد لا يعقل معناه، بدليل أنه لا يجب الاستقبال فى ما هو رأس العبادات، وهو الايمان، وكذا فى عامة العبادات من الزكاة، والصوم والحج، وانما عرف شرطا فى باب الصلاة شرعا فيجب اعتباره بقدر ما ورد الشرع به.

فقالوا (٢): لا يجوز لاحد أداء فريضة، ولا نافلة، ولا سجدة تلاوة،

ولا صلاة جنازة، الا متوجها الى القبلة.

ويقول ابن نجيم (٣): ويستقبل بالاذان والاقامة: القبلة، لفعل الملك النازل من السماء، وللتوارث عن بلال، ولو ترك الاستقبال جاز، وكره لمخالفة السنة، والظاهر أنها كراهة تنزيهية، واذا انته الى الصلاة والفلاح حول وجهه يمنة ويسرة، ولا يحول قدميه، لانه فى حالة الذكر والثناء على الله تعالى، والشهادة له بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة، فالاحسن أن يكون مستقبلا، فأما الصلاة والفلاح فدعاء الى الصلاة وأحسن أحوال الداعى أن يكون مقبلا على المدعوين.

ويستثنى من سنية الاستقبال ما اذا كان راكبا فانه لا يسن الاستقبال بخلاف ما اذا كان ماشيا.

ويقول الميرغينانى (٤): فى صلاة الاستسقاء يستقبل القبلة بالدعاء.

ويقول ابن نجيم (٥): ومن مستحبات الوضوء استقبال القبلة فيه.


(١) كتاب بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع للكاسانى ج‍ ١ ص ١١٧ الطبعة السابقة.
(٢) الفتاوى الهندية المسماة بالفتاوى العالمكيرية لابن منصور الأوزجندى ج‍ ١ ص ٦٧ الطبعة السابقة.
(٣) البحر الرائق شرح كنز الدقائق لابن نجيم ج‍ ١ ص ٢٧٢ الطبعة السابقة.
(٤) متن بداية المبتدى فى فقه الامام أبى حنيفة لشيخ الاسلام برهان الدين على بن أبى بكر الميرغينانى الحنفى الطبعة الأولى سنة ١٣٦٨ هـ‍ ج‍ ١ ص ٢٩ طبع مطبعة محمد على صبيح وأولاده بمصر.
(٥) البحر الرائق شرح كنز الدقائق لابن نجيم ج‍ ١ ص ٢٩ الطبعة السابقة.