للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر السرخسى فى المبسوط‍ أن الاشعار يكون بأن يضرب بالمبضع فى أحد جانبى سنام البدنة حتى يخرج الدم منه، ثم يلطخ بذلك الدم سنامه (١).

[مذهب المالكية]

يرى الخرشى من المالكية أنه من الأمور التى يستحب للمشعر أن يبدأ عمله بها:

التسمية، ثم يأخذ فى الاشعار مبتدئا من جهة الرقبة الى جهة المؤخرة. لا من المؤخرة الى جهة الرقبة، وأن يشق الجلد، ويقطع فيه قدر الأنملة أو الأنملتين الى أن يسيل منه الدم.

ويرى أيضا أن يكون ذلك فى الجانب الأيسر من السنام لأن السنام لا يؤلم الهدى شقه. بخلاف سائر جسده، ويشق المشعر السنام طولا، وقيل:

عرضا.

وقيل: لا خلاف بين القولين، اذ هو من الخلاف اللفظى.

فاذا قيل: يشق طولا، فهو بالنظر الى طول البدنة وهو من ذنبها الى رأسها وعرضا يكون من الأرض الى أعلى سنامها.

واذا قيل: يشق عرضا، فهو بالنظر الى السنام وهو الحدبة، وطوله من أسفله فى ظهر البدنة الى أعلاه وقدره قدر امتداد أعلاه.

فهما راجعان الى شئ واحد.

ثم حكى الخرشى ما قاله ابن رشد فى كيفية الاشعار، وهو أن يستقبل المشعر بها القبلة، وأن يشعر بيمينه بينما خطام بعيره فى شماله (٢).

[مذهب الشافعية]

يشير صاحب نهاية المحتاج من الشافعية الى كيفية الاشعار فى قوله عن الهدى: «فان كان بدنا سن اشعارها، فيجرح صفحة سنامها اليمنى أو ما يقرب من محله فى البقر - فيما يظهر - بحديدة وهى مستقبلة القبلة، ويلطخها بدمها (٣)».

[مذهب الحنابلة]

ذكر ابن قدامة فى الشرح الكبير أن اشعار الهدى يكون بشق صفحة سنام البدن الأيمن حتى يسيل منه


(١) انظر كتاب المبسوط‍ لشمس الدين السرخسى ج ٤ ص ١٣٨ الطبعة الأولى طبع مطبعة السعادة بمصر سنة ١٣٢٤ هـ‍ طبع مطبعة السعادة.
(٢) الخرشى على مختصر خليل ج ٢ ص ٣٨٢ وما بعدها الطبعة السابقة.
(٣) نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج لابن شهاب الدين الرملى ج ٣ ص ٣٥٠ الطبعة السابقة.