للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تتنوع على حسب خصائصها وطبائعها، فتنقسم تبعا ذلك الى الأقسام الآتية:

١ - حيوان ليس له دم أصلا، ٢ - حيوان ليس له دم سائل، ٣ - حيوان له دم سائل وهو أرضى مستأنس ٤ - حيوان له دم سائل وهو أرضى متوحش ٥ - حيوان له دم سائل وهو طائر.

أولا: حكم تناول ما ليس له دم أصلا من

الحيوان البرى وما ليس له دم سائل

منها.

[مذهب الحنفية]

جاء فى بدائع الصنائع: أنه لا يحل أكل ما ليس له دم أصلا من الحيوان البرى مثل الجراد والزنبور (١) والذباب والعنكبوت والخنفساء والعقرب ونحو ذلك. ويستثنى الجراد خاصة من عدم حل الأكل أما تحريم ما عدا الجراد فلأن أفراد هذا النوع كلها من الخبائث ولاستبعاد الطبائع السليمة اياها وقد قال الله تبارك وتعالى: «وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ» (٢) الا أن الجراد قد خص من هذه الجملة بقول النبى صلّى الله عليه وسلّم: «أحلت لنا ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطحال، فبقى على ظاهر العموم (٣).

وكذلك حكم تناول ما ليس له دم سائل من مثل الحية والوزغ (٤) وسام ابرص وجميع الحشرات وهوام الأرض من الفأر والقراد والقنافذ (٥) والضب واليربوع وابن عرس (٦) ونحوها فلا يحل أكل شئ من ذلك ولا خلاف فى حرمة هذه الأشياء وذلك لقول الله تبارك وتعالى:

«وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ» وكل هذه من الخبائث دون استثناء، وقد روى عن السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم أهدى اليه لحم ضب فامتنع أن يأكله فجاءت سائلة فأرادت السيدة عائشة رضى الله عنها أن تطعمها اياه فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أتطعمين ما لا تأكلين ولا يحتمل أن يكون امتناع النبى صلّى الله عليه وسلّم عن الأكل من


(١) الزنبور والزنبار والزنبورة: ضرب من الذباب لساع التهذيب طائر يلسع لسان العرب مادة زنبر.
(٢) الآية رقم ١٥٧ من سورة الاعراف.
(٣) بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع للكاسانى ج ٥ ص ٣٦ نفس الطبعة المتقدمة.
(٤) الوزغ بفتحتين: دويبة جاء فى التهذيب أن الوزغ سوام أبرص وقال ابن سيدة: الوزغة سام ابرص (لسان العرب مادة وزغ).
(٥) القنقذ: وهو دويبة ذات ريش حاد فى أعلاه يقى به نفسه اذ يجتمع مستديرا تحته والأثنى قنفذة ويوجد منه أنواع كثير وكنيفة أبو سفيان.
(٦) ابن عرس دويبة معروفة دون السنور اشتر أصلم اصك له ناب والجمع بنات عرس ذكرا كان أو أنثى قال الجوهرى: وابن عرس دويبة تسمى بالفارسية راسو (لسان العرب مادة عرس).