للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

طلاقه لا يصح ظهاره، ومثلا لاستلزام النفى للنفى بأنه لو صح الوضوء بغير نية لصح التيمم لانه فى قوة قولك لما لم يصح التيمم بغير نية لم يصح الوضوء فان لو تفيد انتفاء الشئ لانتفاء غيره، أو فى قوة قولك لو لم تشترط‍ النية فى الوضوء لم تشترط‍ فى التيمم.

ثم قالا: ان تلازم الثبوت والنفى فيما يكون مباحا لا يكون حراما - فى مثل قولهم ما يكون مباحا لا يكون محرما. أى أن ثبوت الاباحة ينفى وجود الحرمة.

وقالا ان الرابع وهو تلازم النفى والثبوت مالا يكون جائزا يكون حراما وقد تناول الشوكانى التلازم بما لا يخرج فى جوهره عن مسلك ابن الحاجب والعضد وقال الشوكانى ان ما ذكره الآمدى من أن من أنواع الاستدلال قولهم وجد السبب الى آخره هو أحد الاقوال لاهل الاصول وقال بعضهم انه ليس بدليل وانما هو دعوى دليل فهو بمثابة قولهم وجد دليل الحكم فيوجد الحكم لا يكون دليلا ما لم يعين وانما الدليل ما يستلزم المدلول وقال بعضهم هو دليل اذ لا معنى للدليل الا ما يلزم من العلم به العلم بالمدلول والصواب القول الاول أنه استدلال لا دليل، ولا مجرد دعوى.

وخلاصة ما ورد فى هذا الموضوع أن الاستدلال يتناول فى مسلك الآمدى أربعة أشياء: قولهم وجد السبب فيوجد المسبب، وقولهم انتفى الحكم لانتفاء دليله، والقياس المنطقى بقسميه الاقترانى والاستثنائى، والاستصحاب وفى مسلك ابن الحاجب يقتصر على ثلاثة أنواع بعضها لا يدخل فيما أورده الآمدى وهذه الانواع هى التلازم بين الحكمين من غير تعيين علة، والاستصحاب وشرع من قبلنا وذكر العضد أن من الاصوليين من أدخل فى الاستدلال الاستحسان ومنهم من أدخل المصالح المرسلة ومنهم من استبعد منه الاستصحاب وشرع من قبلنا.

والنتيجة التى نخرج بها أن الاستدلال لا يعدو أن يكون مجموعة أدلة غير النص والاجماع والقياس الاصولى أى قياس العلة ويختلف الاصوليون فى تحديدها.

[استرداد]

[التعريف فى اللغة]

استرداد مصدر فعله استرد المزيد بالسين والتاء لافادة الطلب والمعالجة فأصل مادتها ردد، قال صاحب اللسان (١): الرد صرف الشئ ورجعه، وفى التنزيل العزيز «فَلا مَرَدَّ لَهُ» (٢) وفيه «يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ» (٣) قال ثعلب يعنى يوم القيامة لانه شئ لا يرد. ومنه الردة عن الاسلام أى الرجوع عنه .. ويقال: رد


(١) أنظر لسان العرب لابن منظور مادة ردد ج ١٣ ص ١٧٢ وما بعدها طبع دار صادر دار بيروت.
(٢) الآية رقم ١١ من سورة الرعد.
(٣) الآية رقم ٤٣ من سورة الروم.