للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد وردا بإيجاب الإمامة .. ومن ذلك قول الله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} مع أحاديث كثيرة صحاح في طاعة الأئمة وإيجاب الإِمامة ثم ذكر الدليل النظرى المبنى على القواعد الشرعية، وأشار بعد ذلك إلى الخلاف في وحدة الإِمام ونقدها مما سنذكره بعد وناقش القول بالتعدد ورد على حجج القائلين به ..

ثم عرض لمن تكون فيهم الخلافة شرعا بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - .. هل تكون في قريش خاصة أو في جميع المسلمين من قريش وغيرهم ومن عرب وغيرهم .. وإذا كانت في قريش خاصة فهل تكون في ولد فهر بن مالك أو تكون في ولد العباس بن عبد المطلب أو في ولد على بن أبى طالب خاصة. ذكر الخلاف والآراء في ذلك وأورد الاستدلال وناقش ورد حجج من رآه مخالفا لرأيه. وأما القائلون بأن الإمامة لا تكون إلا في ولد على بن أبى طالب رضى الله عنه فإنهم انقسموا قسمين ..

فطائفة قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نص على عليِّ بن أبى طالب أنه الخليفة بعده وأن الصحابة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - اتفقوا على ظلمه وعلى كتمان نص النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وهؤلاء المسلمون الروافض.

وطائفة قالت: لم ينص النبي - صلى الله عليه وسلم - على عليّ .. ولكنه كان أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحقهم بالأمر. وهؤلاء هم الزيدية .. نسبوا إلى زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب .. ثم اختلف الزيدية فرقا .. فقالت طائفة: إن الصحابة ظلموه وكفروا من خالفه من الصحابة .. وهم الجارودية .. وقالت طائفة أخرى أن الصحابة رضى الله عنهم لم يظلموه ولكنه طربت نفسه بتسليم حقه إلى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما وإنهما إماما هدى ووقف بعضهم في عثمان رضى الله عنه .. وتولاه بعضهم … وجميع الزيدية لا يختلفون في أن الإِمامة في جميع ولد على بن أبى طالب من خرج منهم يدعوا إلى الكتاب والسنة وجب سل السيف معه.

[وقالت الروافض]

الإمامة في علي وحده بالنص عليه .. ثم في الحسن … ثم في الحسين .. وادعوا نصا آخر من النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهما بعد أبيهما - ثم على بن الحسين لقول الله عز وجل: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} قالوا: فولد الحسين أحق من أخيه ثم محمد بن على بن الحسين المعروف بالباقر ثم جعفر بن محمد الباقر المعروف بالصادق .. وهذا مذهب جميع متكلميهم …

ثم افترقت الرافضة بعد موت هؤلاء المذكورين وموت جعفر الصادق بن محمد الباقر .. فقالت طائفة بإمامة ابنه إسماعيل بن جعفر. وقالت طائفة بإمامة ابنه محمد بن جعفر وهم قليل .. وقالت طائفة إن جعفر الصادق لم يمت .. وقال جمهور الرافضة إن الإِمامة بعد جعفر الصادق آلت إلى ابنه موسى (الكاظم) بن جعفر ثم من بعد موسى إلى ابنه على (الرضا) ابن موسى ثم من بعد على (الرضا) ابنه محمد (التقى) بن على ثم من بعد محمد بن على ابنه على (النقى) ثم من بعد على ابنه الحسن (العسكرى) ثم مات الحسن عن غير عقب فافترقوا فرقا.

وأثبت جمهورهم على أنه ولد للحسن ولد فأخفاه، وقيل بل ولد له ولد بعد موته من جارية اسمها صقيل وقيل اسمها سوسن وقيل اسمها نرجس والأظهر أن اسمها صقيل ادعت الحمل