للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعدد الاستثناء]

اذا تعددت الاستثناءات، فان كانت متعاطفة أى معطوفا بعضها على بعض جمعت كلها وطرح المجموع من المستثنى منه الأصلى، فاذا قال: لفلان على عشرة دراهم الا أربعة وثلاثة واثنين، أو الا أربعة والا ثلاثة والا اثنين بقى درهم واحد لان مجموع الاستثناءات تسعة تطرح من العشرة فيبقى واحد وان لم تكن متعاطفة فيجرى الأمر فيها على قاعدة الاثبات والنفى عبارة الاقرار اثبات والاستثناء الأول نفى والثانى اثبات وهكذا، ويجوز ارجاع كل استثناء الى ما قبله والباقى مما قبله وهكذا والنتيجة فى الأمرين واحدة، ففى المثال المذكور اذا ذكر بدون عطف بأن قال: له على عشرة دراهم الا أربعة الا ثلاثة الا اثنين يبقى سبعة.

عبارة الاقرار أثبتت عشرة، والاستثناء الأول نفى أربعة فتبقى الستة الباقية مثبتة والاستثناء الثانى أثبت ثلاثة تضاف الى الستة فيصير المثبت تسعة والاستثناء الثالث نفى اثنين، فيبقى المثبت سبعة. وبالطريقة الثانية يستثنى اثنان من ثلاثة فيبقى واحدا يستثنى من الاربعة فيبقى ثلاثة تستثنى من العشرة فتبقى سبعة واذا وصلت الاستثناءات الى حد الاستغراق أو استثناء الاكثر أو النصف فيمكن معرفة الحكم فيها من الامثلة التى ذكرت فى الموضوعات السابقة وهى بطلان المستغرق والاكثر، وجريان الخلاف فى النصف

[الاستثناء بالمشيئة]

فى المغنى لابن قدامة، وان قال: لك على ألف ان شاء الله تعالى كان مقرا، نص عليه أحمد، وقال أصحاب الشافعى ليس باقرار لانه علق اقراره على شرط‍ فلم يصح كما لو علقه على مشيئة زيد، ولأن ما علق على مشيئة الله تعالى لا سبيل الى معرفته ولنا أنه وصل اقراره بما يرفعه كله، ولا يصرفه الى غير الاقرار فلزمه ما أقر به وبطل ما وصله به كما لو قال: له على ألف الا ألفا ولأنه عقب الاقرار بما لا يفيد حكما آخر ولا يقتضى رفع الحكم فأشبه ما لو قال:

له على ألف فى مشيئة الله تعالى .. وان قال: لك على ألف ألا أن يشاء الله صح الاقرار لأنه أقر ثم علق على أمر لا يعلم لرفع الاقرار فلم يرتفع .. وان قال لك على ان شئت أو ان شاء زيد لم يصح الاقرار وقال القاضى يصح لأنه عقبه بما يرفعه فصح الاقرار دون ما يرفعه كاستثناء الكل وكما لو قال: ان شاء الله ..

ولنا أنه علقه على شرط‍ يمكن علمه فلم يصح لأن الاقرار اخبار بحق سابق فلا يتعلق على شرط‍ مستقبل ويفارق التعليق على مشيئة الله تعالى من وجهين الأول: ان مشيئة الله تعالى تذكر فى الكلام تبركا وصلة وتفويضا الى الله تعالى لا للاشتراط‍ كقول الله تعالى: «لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ» وقد علم الله أنهم سيدخلون بغير شك ويقول الناس صلينا ان شاء الله