للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الأعمى والحج]

[مذهب الحنفية]

لا حج على الأعمى وان وجد قائدا (١).

[مذهب المالكية]

يجب الحج على القادر على المشى كأعمى زجل له قائد، ولو بأجرة وله مال يوصله والا فلا يجب عليه.

ولا يجب الحج على المرأة العمياء ولو قدرت على المشى مع قائد، بل يكره ذلك لها (٢).

[مذهب الشافعية]

جاء فى المجموع: ان كان الشخص أعمى لم يجب عليه الحج فان وجد له زاد وراحلة ومن يقوده ويهديه عند النزول، ويركبه وينزله، وقدر على الثبوت على الراحلة بلا مشقة شديدة لزمه الحج، لأن الأعمى من غير قائد كالزمن (صاحب العاهة والمرض) ومع القائد كالبصير.

ولا يجوز للأعمى عند توافر ما سبق له الاستئجار للحج عنه.

وقال الرافعى: القائد فى حق الأعمى كالمحرم فى حق المرأة يعنى فيكون فى وجوب استئجاره وجهان أصحهما الوجوب وهو مقتضى كلام الجمهور (٣).

[مذهب الحنابلة]

من شروط‍ وجوب الحج وجود القائد للأعمى فان لم يجد قائدا فلا يجب عليه الحج بنفسه ولا بغيره.

[مذهب الظاهرية]

فى المحلى: يقول الله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (٥) فكان هذا عموما لكل استطاعة بمال أو جسم فلا يخص من ذلك مقعد ولا أعمى ولا أعرج اذا كانوا مسطيعين الركوب ومعهم سعة، وليس هذا من الحرج الذى أسقطه الله عنهم، لأنه لا حرج فيه عليهم وقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ٦}، انما نزلت فى الجهاد وهو الذى يحتاج فيه الى الشد والتحفظ‍ والجرى وكل هذا حرج طاهر على الأعرج والأعمى.

وأما الحج فليس فيه شئ من ذلك أصلا (٧).

[مذهب الزيدية]

لا يجب الحج على الأعمى الا اذا وجد أجرة القائد فان وجدها وجب عليه الحج. قالوا:

وقائد الأعمى وخادمه شرط‍ فى الوجوب لأن الأعمى يتعذر عليه الحج من دون قائد (٨).

[مذهب الإباضية]

الأعمى يلزمه الحج اذا استطاعه ووجد من يقوده أو يقود دابته، من ولد له، أو لغيره ولو بأجرة يقوم بها ماله. وقيل لا يلزمه (٩).


(١) حاشية ابن عابدين ج‍ ٢ ص ١٩٤.
(٢) حاشية الدسوقى على الشرح الكبير ج‍ ٢ ص ٦.
(٣) المجموع شرح المهذب للنووى ج‍ ٧ ص ٨٥ الطبعة السابقة.
(٥) سورة آل عمران الآية رقم ٩٧.
(٦) سورة الفتح الآية رقم ١٧.
(٧) المحلى لأبى محمد على بن حزم الظاهرى ج‍ ٧ ص ٥٦ الطبعة السابقة.
(٨) شرح الأزهار المنتزع من الغيث المدرار ج‍ ٢ ص ٦٥ الطبعة السابقة.
(٩) شرح النيل وشفاء العليل لمحمد بن يوسف اطفيش ج‍ ٢ ص ٢٧٤.