للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمادة الاستهلال تدور حول اشتداد الانصباب والظهور، ورفع الصوت.

ويبدو أن الأصل فيها جميعا البدو والظهور. وهو ما يدور حوله المعنى الاصطلاحى لكلمة استهلال.

[التعريف فى اصطلاح الفقهاء]

يكاد الفقهاء يجمعون على أن معنى الاستهلال هو ما يدل على ظهور المولود متلبسا بالحياة وخروجه من بطن أمه حيا.

[ما يكون به الاستهلال]

[مذهب الحنفية]

قال صاحب البحر الرائق من الحنفية الاستهلال فى الشرع أن يكون منه - أى المولود - ما يدل على حياته من رفع صوت أو حركة عضو ولو أن يطرف بعينه (١).

[مذهب المالكية]

يذهب المالكية الى أن الاستهلال يكون باستقرار الحياة بأن تحققت حياة المولود بعد ولادته ولو لحظة بأن استهل صارخا أو قامت به أمارة الحياة (٢).

[مذهب الشافعية]

الاستهلال عند الشافعية يكون بالصياح أو البكاء أو بظهور امارة الحياة

كاختلاج أو تحرك لاحتمال الحياة بهذه القرينة الدالة عليها (٣).

[مذهب الحنابلة]

قال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: يثبت الاستهلال بالصراخ أو العطاس.

ويثبت كذلك اذا بكى أو ارتضع أو تحرك حركة طويلة أو تنفس وطال زمن التنفس ونحو ذلك مما يدل على حياته كسعال، لأن هذه الأشياء دالة على الحياة المستقرة فيثبت له أحكام الحى.

ولا يثبت بحركة يسيرة أو اختلاج يسير أو تنفس يسير، لأنها لا تدل على حياة مستقرة، ولو علمت الحياة اذن لأنه لا يعلم استقرارها لاحتمال كونها كحركة المذبوح (٤).

[مذهب الظاهرية]

يثبت الاستهلال بما يدل على الحياة من حركة عين أو يد أو نفس أو صراخ (٥).

[مذهب الزيدية]

الاستهلال عند الزيدية بأحد أمور اما بعطاس أو بصياح ولا خلاف فى هذين


(١) البحر الرائق ج ٢ ص ٢٠٢.
(٢) الشرح الصغير ج ١ ص ١٨١.
(٣) مغنى المحتاج ج ١ ص ٣٤٢
(٤) الكشاف ج ٢ ص ٥٨٩ وما بعدها.
(٥) المحلى ج ٩ ص ٣٠٨