للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مذهب الإباضية]

جاء فى شرح النيل (١) أول الصوم عند الأكثر طلوع الفجر المستطير أى المنتشر الأبيض المبيح للصلاة.

وزعم قوم أن أوله الأحمر الذى يكون بعد الأبيض.

وعن مسروق عن ابن مسعود كنا نعد أنه الذى يملأ البيوت والطرق وهو غير معمول به للاجماع على خلافه ولقوله كنا نعد ذلك فالمراد أنه ترك بعد.

وهل موجب الامساك نفس طلوع الفجر؟ وهو الأصح، وعليه الأكثر.

أو تبينه للناظر، ونسبه بعض للجمهور؟ خلاف.

فائدته فيمن كشف أنه أكل أو شرب أو فعل مفسدا للصوم وقد نظر الى الفجر ولم يره لخلل كسحاب رقيق لم يظنه سحابا ولم يره وكضعف بصره، لنوم أو غيره، والحال أنه قد التبس عليه الأمر، فان عليه أن يقضى يوما على رأى من يقول بأن موجب الامساك فى الصوم هو نفس طلوع الفجر وهو الصحيح.

أما من يقول بأن موجب الامساك فى الصوم هو تبيين الفجر للناظر، فانه لا يوجب عليه القضاء.

ولا يعارض الرأى الأول بقول الله تعالى «حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ‍ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ‍ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ٢» لانه قد تبين له بعد ذلك أنه أكل بعد ما تبين، ولانه كمن صلى بثوب طاهر فى ظنه فاذا هو نجس فانه يعيد، ولانه اذا طلع الفجر تبين لنا فى الجملة، ولان طلوع الفجر من خطاب الوضع كسائر الأوقات من زوال أو عصر وغيرهما.

ولاجل ما ذكر من أن الطلوع من خطاب الوضع أوجبوا القضاء على من ظن أن الشمس قد غابت فأكل، فاذا هى لم تغب.

ثم هل يجب على هذا الذى ظن أن الشمس قد غابت فأكل فاذا هى لم تغب أن يعيد ما مضى أو يعيد يومه فقط؟ قولان.

والثانى هو الأصح وعليه الأكثر.

وقيل انهدم صومه ولزمته المغلظة، ذكره فى الديوان.

ومن ظن أن الشمس غابت فأذن وأكل الناس به أعاد ما مضى.

وقيل يومه وأعادوا يومهم فقط‍.

جاء الوجهان عن عمر.

ولا يأكل منتبه من نوم ليلة غيم حتى


(١) كتاب شرح النيل وشفاء العليل لمحمد ابن يوسف اطفيش ج ٢ ص ٩٠، ص ١٩٢ طبع مطبعة محمد بن يوسف البارونى وشركاه بمصر.
(٢) الآية رقم ١٨٧ من سورة البقرة.