للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكره ابن عابدين أنه يلزمه الاتمام كالعزل الحكمى أى بموت الموكل وهو الأحوط‍ وهو ظاهر الرواية (١) هذا مذهب الحنفية وقريب منه مذهب الحنابلة والإباضية (٢).

[ويقول المالكية]

كما جاء فى الحطاب: اذا سافر العبد بسفر سيده والمرأة بسفر زوجها والجند بسفر الأمير ولا يعلمون قصدهم لم يترخص واحد منهم فان علموا قصدهم ونووا القصر قصروا وفى الموطأ سئل مالك عن صلاة الأسير فقال: مثل صلاة المقيم - ١ هـ‍ هذا فى الأسير المقيم قال فى المدونة ويتم الأسير بدار الحرب إلا أن يسافر به فيقصر (٣).

[ويقول الشافعية]

لو تبع العبد أو الزوجة أو الجندى فى مالك أمره أى السيد أو الزوج أو الأجير فى السفر ولا يعرف كل واحد منهم مقصده فلا قصر لهم لأن الشرط‍ وهو قصد موضع معين لم يتحقق وهذا قبل بلوغهم مسافة القصر فان قطعوها قصروا فلو نوى العبد، أو الزوجة أو الجندى مسافة يقصر وحدهم دون متبوعهم أو جهلوا حالهم قصر الجندى غير المثبت فى الديوان دون الزوجة والعبد، لأن الجندى حينئذ ليس تحت يد الأمير وقهره بخلاف العبد والزوجة فنيتهما كالعدم أما الجندى المثبت فى الديوان فلا يقصر لأنه تحت يد الأمير ومثله الجيش اذ لو قيل بأنه ليس تحت يد الأمير وقهره كالآحاد لعظم الفساد (٤).

[ويقول الزيدية]

يصير التابع مسافرا بسفر المتبوع كالعسكر مع السلطان والعبد مع سيده والمرأة مع زوجها والأجير الخاص مع المستأجر والملازم بقضاء الدين حيث ألزمه الحاكم الا يفارق غريمه حتى يوفيه والملازم أيضا حيث حلف أو عزم إلا يفارق غريمه حتى يقضيه (٥).

[وقال الإمامية]

لو ظن التابع بقاء الصحبة قصر مع قصد المسافة ولو تبعا وحيث يبلغ مسافة القصر يقصر فى الرجوع مطلقا (٦).

[ثانيا: دخول الوطن]

اذا دخل المسافر وطنه زال حكم السفر وصار مقيما سواء دخل وطنه للاقامة أو للاجتياز أو لقضاء حاجة أو لجأته الريح الى دخوله ولا يحتاج فى ذلك الى نية لما روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يخرج مسافرا الى الغزوات ثم يعود الى المدينة ولا يجدد نية الاقامة ولأن وطنه متعين للاقامة فلا حاجة الى التعيين بالنية. وهذا الحكم متفق عليه بين المذاهب الثمانية (٧) ولدخول الوطن الذى يتغير به فرض المسافر شرائط‍ تختلف باختلاف المذاهب وهى على الوجه الآتى:

[مذهب الحنفية]

الشرط‍ الأول: الانتهاء الى بيوت الوطن. وهو أن يعود الى المكان الذى بدأ منه القصر فاذا قرب من مصره فحضرت الصلاة فهو مسافر ما لم يدخل لما روى أن عليا رضى الله عنه حين قدم الكوفة من البصرة صلى صلاة السفر وهو ينظر الى أبيات


(١) بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع للكاسانى ج ١ ص ١٠١، ص ٩٤ الطبعة السابقة وحاشية ابن عابدين على المختار ج ١ ص ٧٤٤، ص ٧٤٥ الطبعة السابقة.
(٢) كشاف القناع عن متن الاقناع وبهامشه منتهى الارادات ج ١ ص ٣٢٥ الطبعة السابقة وشرح النيل وشفاء العليل ج ١ ص ٥٢٠ الطبعة السابقة.
(٣) مواهب الجليل لشرح مختصر خليل المعروف بالحطاب والتاج والاكليل للمواق ج ٢ ص ١٤٧ الطبعة السابقة.
(٤) مغنى المحتاج الى معرفة الفاظ‍ المنهاج ج ١ ص ٢٦٩ الطبعة السابقة.
(٥) شرح الأزهار المنتزع من الغيث المدرار ج ١ ص ٣٦٤ الطبعة السابقة.
(٦) الروضة البهية شرح اللمعة الدمشقية ج ١ ص ١١٤ للشهيد السعيد الجبعى العاملى الطبعة السابقة.
(٧) بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع للكاسانى ج ١ ص ١٠٣ الطبعة السابقة.