للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويحرم اطعام الحشيشة الحيوان أيضا لأن اسكاره حرام أيضا.

قال ابن دقيق العيد: ولا ضمان على متلفها كالخمر.

ونقل الامام أبو بكر ابن القطب العسقلانى أنها تصدع الرأس، وتظلم البصر، وتعقد البطن، وتجفف المنى فيتعين على كل ذى عقل سليم وطبع مستقيم اجتنابها كغيرها من المسكرات، لما تشتمل عليه من المضار التى هى مبدأ مداعى الهلاك.

وربما نشأ من تجفيف المنى، وصداع الرأس أعظم المفاسد والمضار.

ومن ثم قال ابن البيطار (١) فى كتابه الجامع لقوى الأدوية والأغذية - ومن القنب الهندى نوع ثالث لم أره بغير مصر. يزرع فى البساتين ويسمى بالحشيشة وهو يسكر جدا اذا تناول منه الانسان يسيرا قدر درهم أو درهمين - حتى أن من أكثر منه أخرجه الى حد الرعونة، وقد استعمله قوم فاختلت عقولهم وأدى بهم الحال الى الجنون وربما قتلت.

قال القطب: وقد نقل لنا أن البهائم لا تتناولها. فما قدر (قيمة) مأكول تنفر البهائم عن تناوله وهى مما يحيل الا بد ان ويمسخها ويحلل قواها ويحرق دماءها ويجفف رطوبتها ويصفر اللون.

قال محمد بن زكريا وهو امام وقته فى الطب والحشيشة تولد أفكارا كثيرة رديئة وتجفف المنى لقلة الرطوبة فى الأعضاء الرئيسية: واذا قلت رطوبة الأعضاء الرئيسية كانت سببا لحدوث أخطر الأمراض وأقبح العلل.

قال: وقد بلغنا من جمع يفوق حد الحصر أن كثيرا ممن عاناها مات بها فجأة وآخرين اختلت عقولهم وابتلوا بأمراض كثيرة متعددة منها الدق (٢) والسل والاستسقاء وأنها تستر العقل وتغمره ..

ثم يقول ابن حجر وعد تناول الحشيشة من الكبائر ظاهر.

وبه صرح أبو زرعة وغيره كالخمر.

بل بالغ الذهبى فجعلها كالخمر فى النجاسة والحد (٣).

[مذهب الحنابلة]

يقول ابن تيمية رحمة الله: ما يفيد: هذه الحشيشة الصلبة حرام، سواء سكر منها أو لم يسكر والسكر منها حرام باتفاق المسلمين .. وكل ما يغيب العقل فانه حرام وان لم تحصل به نشوة ولا طرب فهى تجامع الشراب المسكر فى ذلك والخمر توجب


(١) يذكر ابن حجر أن ابن البيطار قد انتهت اليه رياسة زمنه فى معرفة النبات والأعشاب.
(٢) الدق فى المختار بكسر الدال ومنه حمى الدق.
(٣) الزواجر ج‍ ١ ص ٢١٤، ٢١٥.